رواية زوجي العزيز عفوا لست قاتلة الفصل الثالث
نظرت خلفها لتجده واقفا وعلي وجهه إبتسامة عذبةوهوينظرإليهاقائلا:بتدوري علي حد?
خفق قلبها لرؤيته ولكنها أشاحت بوجهها بعيدا وهي تقول:لا أبداً،انا بس كنت بشم شوية هوا
لمح تلك اللألئ التي تجمعت في مقلتيها فاقترب منها قائلابقلق:مالك يا أسماء ?انتي كنتي بتعيطي?
أسماء:لا أبداً انا اصلي فرحانة اوي عشان يمني،بس انت اتأخرت ليه ? ده الفرح ابتدا من بدري
عماد:كان عندي مشوار مهم كنت باخلصه الأول قبل ما آجي،ماكنتش اعرف ان فيه حد ممكن يقلق علياويفتقدني
استدارت لتدخل لكنه استوقفها قائلا:استني يا أسماء لو سمحتي
أسماء:فيه حاجة?
عماد:أعتقد بأن كان فيه موضوع لسه ماخلصناش كلام فيه.
أسماء:انت لسه عايز تتكلم فيه ولا غيرت رأيك?
اقترب منها قائلا:بالعكس انا دلوقتي مصمم أكتر اننا نكمل كلامنا فيه،بس بيتهيألي إني المفروض بقي اكلم فيه مع حد من أهلك
أسماء(بخجل):ماما موجودة جوه تقدر تتكلم معاهابراحتك
عماد:يعني افهم من كده انك موافقة
أسماء:هو انت لسه مافهمتش لحد دلوقتي?
عماد:يا ستي فهمت بس عايز اسمعها منك،ها موافقة
أومأت أسماء برأسها وجرت مسرعة نحو الداخل وتبعها عماد الذي توجه لتهنئة العروسين
عماد:الف مبروك يا دكتورعمرو
عمرو:الله يبارك فيك يا عماد عقبالك
عماد:قريب اوي إن شاءالله
عمرو:خلاص نويت
عماد:آه،حضرتك تقدر تقولي مبروك انا تقريبا كده خطبت أسماء زميلتنا وصاحبة يمني اعتقد ان حضرتك تعرفها.
عمرو:بجد الف مبروك
يمني:مبروك يا عماد
عماد:الله يبارك فيكي ومبروك ليكي انتي كمان،عن اذنكو
اتجه عماد ليجلس بجوار والديه وشقيقته،مالت عليه والدته قائلة:انت مش قلتلي انك هتوريني البنت اللي عايز تخطبها في فرح يمني،هي فين امال
أشار عماد إلى حيث تجلس أسماء قائلا:هي اللي قاعدة علي الترابيزة اللي هناك دي
فاطمة:الترابيزة عليها تلت بنات انهي واحدة فيهم?
عماد:ركزي شوية يا ماما،اللي لابسه فستان روز
فاطمة:ماشاء الله أمورة اوي
عماد:عايزك بقي تروحي تتكلمي مع مامتها وتتفقي معاهم علي معاد نروح نزورهم فيه
فاطمة:هو باباها مش هنا وانا اخلي ابوك يروح يكلمه علطول
عماد:لا هي باباها متوفي
فاطمة:يا حبيبتي وكمان يتيمة،انا حبيتها اوي يا عماد،انا هاروح اكلم مامتها واتفقلك معاها ،مابقاش فاطمة ان ماكنتش اجوزك في ظرف شهرين واكيد بيك الأعادي
عماد:مالوش لزوم الكلام ده يا ماما،انا هاتجوز عشان استقر وأكون بيت وأسرة مش عشان اكيد حد،وإن كان على يمني فربنا يهنيها ويسعدها وخلاص.
*********************
انتهت مراسم الزفاف وغادر العروسان إلى بيتهما حيث سيبيتان ليلتهما ثم يسافران في الغد إلى شرم الشيخ لقضاء إجازة اسبوعين بعد ان أخذ عمرو إجازة من الجامعة وأوكل إدارة شئون المكتب إلى احد المحامين بمكتبه.
عمرو:اتفضلي يا حبيبتي
دخلت يمني ثم أوصد عمرو الباب خلفها وحملها ليضعها على الفراش وأمسك يدها يقبلها بكل حب قائلا:عارفة يا يمني انا بقالي اربع سنين بحلم باليوم ده
يمني:ياااه ده انت علي كده بالك طويل اوي،وكنت مستني كل ده ليه
عمرو:اعمل ايه كنت مستنيكي لما تخلصي دراستك عشان ما اعطلكيش
يمني:طب وايه اللي خلاك غيرت رأيك?
اقترب منها عمرو ونظر فيعينيهامباشرة وقال بهمس:اعمل إيه بقي بحبك ولما شفتك واقفة مع يحيي في الكلية قبل ما اعرف انه اخوكي كنت هاتجنن من الغيرة عليكي،قلت مابدهاش بقي انا لازم اخطفها واحطها جوه قلبي واعلق يافطة كبيرة مكتوب عليها ممنوع الإقتراب،بقولك إيه احنا هنضيع الوقت ف الكلام ولا إيه،اتفضلي قومي غيري هدومك وانا كمان هاغير عشان نصلي ركعتين مع بعض وبعدها انا عايزك ف موضوع مهم جدا
يمني:موضوع إيه ده?
عمرو:هو انا ماقلتلكيش ماما قالتلي ايه النهاردة قبل الفرح?
يمني:قالتلك إيه?
عمرو(وهو يحاول تقليد والدته):اسمع بقي يا عمرو يا ابني،انا هاحسبلكوا تسع شهور بالظبط من يوم الفرح وبعدها تسلموني اول حفيد ليا،ومش مسموحلكم بأي تأخير،ثم اقترب منها واحاط خصرها بذراعيه وهمس في اذنها قائلا:وانا بصراحة مابحبش ازعل امي مني،وانتي كمان لازم تساعديني إني أكون ابن بار بأمه مش كده ولا إيه?
افلتت يمني نفسها من بين ذراعيه وجرت مسرعة نحو الحمام الملحق بالغرفة واوصدت الباب خلفها ،نظر عمرو إلي الباب المغلق وابتسم قائلا:هتروح مني فين يا جميل،وراك وراك.
****************
في الساحة الخارجية لمطار برج العرب وقف الجميع في وداع عمرو ويمني
رفعت:تروحوا وترجعوا بالسلامة يا ولاد
عمرو:متشكر اوي يا عمي
نادية:خدي بالك من نفسك يا يمني،واتغطي كويس وانتي نايمة،وخلي بالك من هوا البحر،خد بالك منها يا عمرو
يحيي:ايه ده يا ماما،ده انتي مش ناقص غير تقوليلها اغسلي رجليكي واشربي اللبن قبل ما تنامي،امال لما بتعملي كده معاها وهي رايحة شرم ومعاها جوزهاكمان،امال هتعملي معايا إيه وانا مسافر إنجلترا ولوحدي
عمرو:عموما يا طنط ماتقلقيش علي يمني،يمني في عنيا
فريدة:بقولكوا ايه يا ولاد،انا عايزاكوا ترجعولنا من شهر العسل بنونو صغير كده
مالت يمني على عمرو قائلة بهمس:امك غيرت رأيها مش كانوا امبارح تسع شهور النهاردة بقوا أسبوعين
عمرو:انا بقول نلحق نمشي قبل ماتقولنا هاتوه دلوقتى
نادية:ودول هيجيبوه ازاي بس يا ست ام عمرو
فريدة:يا حبيبتي أنا قصدي ترجعلنا وهي حامل فيه يعني
عمرو:طيب عن اذنكو عشان نلحق معاد الطيارة
*******************
بعد مرور أسبوع كان عماد يجلس وحيدا بغرفته يفكر فيما اقدم عليه،يسترجع أحداث ذلك اليوم حين ذهب مع والديه وشقيقته لخطبتها،لاحت علي شفتيه إبتسامة رغما عنه وهو يتذكر خجلها الواضح حين جلسا معا بمفردهما،ربما هو لم يحبها بنفس الدرجة بعد،ولكن بالتأكيد يشعر بالراحة في القرب منها،يكفيه حتي الآن أن يحب حبها له ولهفتها التي رأها في عينيها يوم زفاف يمني،قطع تفكيره صوت دقات علي باب غرفته ،سمح للطارق بالدخول فدخلت مروة لتجده علي هذه الحالة من الشرود
مروة:احم احم..اللي واخد عقلك
عماد:آه،ده انتي فاضية بقي وجاية تتسلي
مروة:ابدا والله بس انت النهاردة طول النهار ماخرجتش من اوضتك ،قلت آجي اشوف مالك
عماد:ماليش عادي يعني
مروة:عماد عايزة أسألك سؤال وترد عليا بصراحة،انت بتحب أسماء?
عماد:وايه لزوم السؤال ده?
مروة:يعني مجرد سؤال خطر ف بالي،اصلي مستغربة بصراحة ازاي لحقت تنسي يمني بالسرعة دي
عماد:ومين قالك إني نسيت ،أنا بس بحاول انسي عشان اكون صادق في مشاعري ناحية الإنسانة اللي قررت إني ارتبط بيها لأنها ماتستاهلش مني غير كده
مروة:طيب ليه اتسرعت وخطبتها?
عماد:عشان بتحبني
مروة:بس كده
عماد:ايوه انا ببساطة كده قررت اني اتجوز الإنسانة اللي بتحبني مادام ماقدرتش اتجوز الإنسانة اللي بحبهاوكمان انا حاسس اني هييجي الوقت اللي هحبها فيه زي ما بتحبني،انا حسبتها بعقلي ولقيت ان أسماء هي الإنسانة المناسبة ليا.
************************
شيري:يا شريف افهمني ،انا محتجالك اوي جنبي اليومين دول،فيفي فضلت تزن علي بابا لحد ما سألني ايه رأيك في رامي واداني فرصة افكر،ورامي ده كل شوية ناطط هنا ف الفيلا،وانت اخويا الوحيد يعني ماليش حد الجأله غيرك في الظروف دي
شريف(بإنفعال):بقولك إيه يا شيرين انا مش فاضي للكلام الفارغ ولعب العيال بتاعكوا ده،انتي عايزاني اسيب شغلي وآجي عشان حضرتك قال إيه مش عايزة تتجوزي سي رامي ومرات ابوكي عايزاكي تتجوزيه.
شيرين:هما مستقبلي وحياتي دلوقتي بقوا عندك كلام فارغ يا شريف،يا شريف انت من يوم ما مسكت فرع الشركة في القاهرة واتجوزت واستقريت هناك وانا حاسة اننا بعدنا اوي عن بعض،يا شريف ارجوك حس بيا شوية
شريف(بنفاذ صبر):حاضر يا شيرين،اوعدك اني ابقي اشوف الموضوع ده،سلام بقي دلوقتي
اغلق شريف الهاتف وترك شيرين لتواجه مصيرها بمفردها،لم تكن تعتقد ان يكون لفيفي هذا التأثير علي والدها،ولكنها فجأة استمعت إلي صوت صرخات صادر من الطابق السفلي للفيلا،فتحت باب غرفتها ونزلت الدرج مسرعة لتفاجئ بوالدهأ الذي دخل للتو من الباب يسقط بين يدي زوجته،اسرعت لتحمله بمساعدة فيفي وبعض الخدم وادخلوه إلى غرفته فيما شرعت هي بالإتصال بالطبيب الذي جاء بعد فترة وقام بتوقيع الكشف عليه ثم خرج اليهم قائلا:البقاء لله يا جماعة،شدوا حيلكوا……..
يتبع
أمام شاطئ البحر جلسا معا وقد اسندت رأسها إلى صدره وتشابكت ايديهما وهما يتأملان الطبيعة من حولهما
يمني:سبحان الله،معقول الجمال ده كله،ماكنتش اعرف ان مصر فيها أماكن حلوة اوي كده غير بحر اسكندرية
عمرو:امال انتي كنتي فاكرة إيه،والله يا يمني انا كان نفسي وقتي يسمح اكتر من كده عشان افرجك شرم الشيخ حتة حتة،بس للاسف لازم نرجع بكرة عشان شغل المكتب والقضايا اللي مستنياني ،مش عارف الأسبوعين خلصوا بسرعة اوي كده ليه
يمني:ولا يهمك يا حبيبي،بس ما قولتليش هتوديني فين النهاردة بما إنه أخر يوم لينا ف شرم?
عمرو:هاوديكي منطقة السوق القديمة عشان نشتري شوية هدايا ناخدها معانا واحنا راجعين ،وبعدين هنروح مطعم مشهور هنا ف شرم اسمه دنانير نتعشي هناك قبل ما نروح عشان ننام ونصحي الصبح علي مطار شرم الشيخ ومنه إلي مطار برج العرب ومنه إلي عشنا السعيد عشان هناك بقي نبقي نكمل كلامنا في الموضوع المهم اللي انتي عارفاه ده براحتنا.
يمني:موضوع إيه تاني هو الموضوع بتاعك ده مابيخلصش
غمز لها عمرو بعينه قائلا:موضوع بر الوالدين احنا عندنا موضوع اهم منه نتكلم فيه.
يمني:سيبك بقي من الكلام ده وخلينا ف الجد شوية
عمرو:ليه بس هو فيه احلي من الكلام ده
يمني:بس بقي يا عمرو،انا بجد قلقانة على شيرين بقالها حوالي أسبوع مش بتتصل بيا
عمرو:والله عندها نظر البت شيرين دي،عريس وعروسة في شهر عسلهم هتتصل بيهم ليه بس
يمني:يا سلام طب ده انا كنت متفقة معاها تكلمني كل يوم وتليفونها مغلق مابيرنش
عمرو:طب كانت تعملها كده وانا كنت اقدم فيها بلاغ بتهمة الإزعاج.
يمني:ده انت باين عليك رايق اوي النهاردة
اقترب عمرو بوجهه منها وقال بهمس:هو فيه حد برضه يشوف القمر ده ادامه ومايروقش،عارفة يا حبيبتي انا نفسي في ايه،نفسي يكون عندي بنوته وتكون شبهك كده،ولما تكبر والعرسان يخبطوا على بابنا،احط انا بقي رجل علي رجل واتشرط عليهم ،مش انا هابقي ابو العروسة بقي،ياااه إمتي اليوم ده ييجي بس?
يمني:قبل تسع شهور مااوعدكش الحقيقة
اطلق عمرو ضحكة مدوية قبل ان يقول:إنتي مش مصدقة انها بتعد الأيام بجد،وبصراحة انا كمان نفسي يكون عندي اولاد كتير عشان انا عشت طول عمري وحيد ماعنديش اخوات
يمني:إن شاءالله يا حبيبي ربنا يحققلك كل اللي بتتمناه
******************************
كانت تجلس بجوار صديقتها وتحتضنها محاولة التخفيف عنها ،حين جاءها إتصال تليفوني ،امسكت الهاتف ونظرت إلي شاشته التي أضاءت بإسمه ثم أعادته إلى مكانه ولكنه عاود الرنين مجددا،لاحظتها شيرين فرفعت رأسها وكفكفت دموعها قائلة:ما تردي على تليفونك يا أسماء
أسماء:مش مشكلة دلوقتي
شيرين:احسن تكون حاجة مهمة ،هو مين اللي بيتصل?
أسماء:ده عماد
شيرين:طيب ردي عليه احسن يكون عايزك ف حاجة.
أسماء:طيب انا هاخرج بره اكلمه
خرجت أسماء إلى الردهة أمام غرفة شيرين لتحادث عماد،فتحت الخط ليأتيها صوته قائلا:إيه يا أسماء ،مابترديش عليا ليه
أسماء:أنا أسفة يا عماد بس أصل أنا عند شيرين ومش قادرة أسيبها لوحدها،حالتها صعبة أوي
عماد:تعرفي إني كنت بتصل بيكي عشان اقولك انك لازم تكوني جنب صاحبتك في الظروف دي ومتسيبيهاش لوحدها
أسماء:بجد يا عماد،يعني انت مازعلتش لما قلتلك نأجل كتب كتابنا عشان الظروف اللي بتمر بيها شيرين
عماد:لأ طبعا ،بالعكس ده انا احترمتك وحبيتك اكتر عشان رفضتي تفرحي وصاحبتك في الظروف دي.
لاحت إبتسامة علي شفتيها وهي تستمع لكلماته فاردفت قائلة:أنا متشكرة اوي يا عماد،معلش بقي انا مضطرة اسيبك دلوقتي عشان اشوف شيرين
عماد:ماشي خلي بالك من نفسك مع السلامة
أغلقت أسماء الهاتف واستدارت لتدخل ولكنها فؤ جئت بشيرين تقف علي باب الغرفة وتنظر لها معاتبة
شيرين:ليه كده يا أسماء?
أسماء:هو ايه اللي ليه يا شيرين?
شيرين:معلش انا غصب عني سمعت جزء من المكالمة،ليه تأجلي كتب كتابك عشاني،تفتكري اللي عملتيه ده هيغير حاجة يعني?
أسماء:ازاي يعني عايزاني افرح وانتي ف الظروف دي?
شيرين:طيب وعماد ذنبه ايه هو كمان عشان يتحمل ظروفي
أسماء:يا ستي هو راضي ومبسوط
شيرين:بس أنا بقي مش راضية،انتي هتكلمي عماد دلوقتي وتحددي معاه المعاد اللي يناسبه ،احسن والله هاكون زعلانة منك
أسماء:ازاي بس يا شيرين?
شيرين:زي ما بقولك كده يا أسماء،عشان خاطري لو بتحبيني اعملي كده،وليكي عليا إني احضر وانا اللي اذوقك بإيدي كمان.
أسماء:بس يا شيرين….
قاطعتها شيرين قائلة:مافيش بس،عشان خاطري يا أسماء أنا مش عايزة احس بالذنب ويا ستي اعتبريها حاجة هتخرجني من حالة الحزن اللي انا فيها دي.
أسماء:يعني انتي مصممة?
شيرين:ايوه مصممة
أسماء:بس إعملي حسابك حتى لو حصل هتبقي حاجة علي الضيق
شيرين:خلاص يا حبيبتي اللي يريحك
أسماء:قوليلي يا شيرين هو شريف اخوكي فين صحيح?
شيرين:شريف رجع القاهرة عشان يطمن علي الشغل وراجع تاني بكرة إن شاءالله،مافيش أخبار عن يمني?
أسماء:اعتقد هيا كمان جاية بكرة ،انا من يوم وفاة باباكي ماكلمتهاش
شيرين:احسن،مافيش داعي نعكنن عليها وبعدين هي كده كده هتعرف،بقولك ايه انتي لسه هنا،اتفضلي قومي بسرعة كلمي عماد واعملي اللي قلتلك عليه
أسماء(بإستسلام):حاضر حاضر
*******************************
في اليوم التالي عاد شريف إلي الإسكندرية بعد أن انهي بعض أعماله،وفي الطابق السفلي للفيلا جلس بصحبة فيفي وشيرين التي جلست وقد وضعت يدها علي خدها وهي تستمع إلى الحديث الدائر بين شريف وفيفي إلا أن قالت فيفي:أنا مش فاهمة انت ليه ماجبتش المحامي عشان نشوف موضوع الميراث لحد دلوقتي?
شريف(بتهكم):ومالك مستعجلة اوي كده ليه،تكونيش لقيتيلك جواز ة جديدة تطلعيلك منها بقرشين وعايزة تفضيلها?
فيفي:وليه لأ?
شريف:أما انتي ست ماعندكيش دم صحيح،جواز إه ده اللي بتفكري فيه وانتي لسه ف شهور العدة?
عندها تدخلت شيرين قائلة:انتي ازاي تفكري ف حاجة زي دي وبابا بقاله أسبوع ميت?
فيفي:هو حد قالكو اني هتجوز بكرة ولا حاجة،وبعدين انا لسه صغيرة وحلوة والف من يتمناني،ولا انتو عايزني ادفن شبابي مع المرحوم ف تربته?
شريف(بإنفعال):مش بقولك انك ماعندكيش دم.
فيفي(بإنفعال):احترم نفسك يا شريف،ماتنساش ان أنا كنت مرات أبوك.
شريف:تعرفي انك اكبر غلطة عملها ابويا ده ف حياته،وعموما عشان اريحك المحامي جاي بكرة إن شاء الله ومعاه أستاذ سمير رئيس قسم الحسابات ف الشركة عشان يواجهوكي بالحقيقة المرة،معلش يا مدام فيفي طلعت منك أوت المرة دي.
فيفي:حقيقة إيه دي بقي إن شاء الله?
شريف:حقيقة إن بابا الله يرحمه قبل ما يموت خسر كل ثروته وكان علي وشك إنه يشهر إفلاسه،وأن الشركة عليها ديون بملايين محتاجة سنين عشان تتسدد،وحتي أصول الشركة هنا وف القاهرة لو بيعناها ماتغطيش الديون كلها،يعني حتي لو فكرنا اننا نبيع الشركة برضه مش هينفع
صرخت فيفي قائلة:نعم!وده حصل إمتي إن شاء الله?إذا كان نجيب عمره ماجابلي سيرة حاجة زي دي
رسم شريف إبتسامة صفراء علي وجهه وهو يقول في برود:مالوش حق بابا يخبي عليكي ،يظهر بقي إنه كان بيحبك فخاف عليكي من الصدمة،وبعدين ماسألتيش نفسك إيه سبب الأزمة القلبية اللي جت لبابا ومات بسببها دي.
فيفي:اوعي تكون فاكر انك ممكن تضحك عليا بالكلمتين دول وتاكل حقي،فوق يا بابا ده انا فيفي،ده أنا أروح فيكوا ف ستين داهية
شريف(بتهكم):الله الله يا مدام فيفي،اشجيني كمان،ايوه كده وريني شغل الحواري اللي انتي جاية منها،عموما الناس جايين بكرة وهتتأكدي من كل حاجة بنفسك،والمية تكدب الغطاس
ارتسمت علي وجهها علامات الذهول وبدت وكأنها تحدث نفسها قائلة:يعني إيه?يعني أنا طلعت من المولد بلا حمص
عند هذا الحد قامت شيرين من مكانها صارخة بإنفعال:كفاية كده كفاية حرام عليكوا،الراجل لسه دمه مانشفش ف تربته وانتو هنا عمالين تقطعوا بعض عشان شوية فلوس،ياريته كان فضل وكانت كل حاجة غارت ف ستين داهية.
انهت شيرين جملتها الأخيرة وصعدت مسرعة إلى غرفتها ودموعها تجري أنهارا علي والدها الراحل والذي لم يتبق منه سوى حفنة أموال يقتتلون من أجلها،وما إن دخلت غرفتها حتي التفت شريف إلي فيفي قائلا:قلبها رهيف اوي البت شيرين اختي دي….مش ما بتحسش زي ناس
زفرت قائلة في حنق:اللهم طولك يا روح
بدا عليه الإهتمام وهو يقول بجدية:بقولك ايه يا فيفي، تيجي نلعب ع المكشوف احسن
فيفي:مش فاهمة
شريف:أنا عندي ليكي عرض لو رفضتيه صدقيني هتبقي خسرتي كتير اوي
فيفي:عرض إيه ده?……….
يتبع