رواية زوجي العزيز عفوا لست قاتلة الفصل الثاني
كانت يمني تجلس بغرفتها بصحبة كل من شيرين وأسماء وقد استعدت لإستقبال عمرو ووالدته ،حين طرقت والدتها الباب تخبرها بقدومهما،كان يبدو عليها التوتر الشديد وإن حاولت كل من صديقتيها تهدئتها،ثم مالبث يحيي ان طرق الباب بعد فترة ثم دخل قائلا:ايه يا بنتي بتعملي ايه كل ده،مش ماما قالتلك من شوية ان الراجل جه من بدري هو ومامته،ماخرجتيش ليه بقي
يمني(بتوتر):مش عارفة يا يحيي قلقانة ومتوترة اوي كده ليه
يحيي:ده علي اساس انك خايفة يشوفك ماتعجيبيهوش مثلا،يلا يا يمني بلاش دلع،الناس مستنيينك وبابا بعتني استعجلك
شيرين:يلا بقي يا يمني انتي عايزة مامته تقول عليكي ايه بس
يمني:حاضر انا خارجة آهوه،بس قولي يا يحيي هو فؤاد جه ولا لأ
يحيي:لأ ماجاش بيقول ان النهاردة مجرد تعارف مش اكترولما يبقي فيه حاجة رسمي هيبقي يحضر ان شاءالله
يمني:طيب يلا بينا
*****************************
دخلت يمني بصحبة شقيقها والقت السلام ثم سلمت علي والدة عمرو دون ان تلتفت الي حيث يجلس وجلست بجوار والدتها وهي تخفض بصرها ارضا وقد تعالت دقات قلبها
والدة عمرو:بسم الله ماشاءالله انتي يمني زي القمر يا حبيبتي الله اكبر
يمني(دون ان ترفع بصرها):متشكرة اوي يا طنط
والدة عمرو:لا ،ايه طنط دي،انا عايزاكي تقوليلي يا ماما،انا ربنا مارزقنيش غير بعمرو وطول عمري نفسي ف بنوته وهاعتبرك انتي بنتي
نادية(بإستياء):مش لسه شوية علي الحكاية دي يا مدام فريدة
فريدة:لسه ايه بس ،عموما احنا مش حنختلف علي حاجة ان شاءالله
رفعت:احنا الأمور المادية دي ماتهمناش اد ما يهمنا ان الإنسان اللي هنسلمه بنتنا يكون امين عليها ويعاملها بما يرضي الله
تحدث عمرو اخيرا قائلا بإمتنان:اتأكد حضرتك يا دكتور رفعت ان يمني هتكون ف عنيا
رفعت:وده عشمي فيك برضه يا ابني
فريدة:ايه رأيكم يكون كتب الكتاب الخميس الجاي وننزل اي يوم خلال الأسبوع نشتري الشبكة
رفعت:الأفضل اننا نأجل الكلام ف الموضوع ده لبعد الإمتحانات
فريدة:وليه التأخير ده بس يا جماعة ماخير البر عاجله
رفعت:معلش يا ست ام عمرو،انا مش عايز اي اجة تشغل يمني عن دراستها ومستقبلها،انت عارف يا دكتور عمرو ان يمني بنتي طول التلت سنين اللي فاتوا وهي الأولي علي دفعتها،وانا امنيتي اني اشوفها معيدة ف الجامعة وبعدين دكتورة ان شاءالله وعشان لما تفتح مكتب المحاماة بتاعها تبقي محامية ناجحه وليها اسمها
عمرو:اذا سمحتلي يا دكتور رفعت انا بقول نخلي كتب الكتاب دلوقتي ونأجل الفرح لبعد الإمتحانات،ماتنساش حضرتك ان يمني بقالها اربع سنين طالبة عندي ف الكلية ومش محتاجين وقت عشان نتعرف علي بعض،ده غير اننا هنشوف بعض كل يوم تقريبا ف الكلية فانا مش عايز حد يتكلم عننا وكمان عشان نقدر نتعامل بدون حرج
صمت رفعت قليلا ليفكر بينما قال يحيي:بعد اذن حضرتك يا بابا انا شايف ان دكتور عمرو معاه حق
عمرو:وانا اوعد حضرتك اني عمري ماهاعطلها بالعكس انا هاكون عامل مساعد ليها علي النجاح ان شاءالله
رفعت:وانتي ايه رأيك يا يمني ف الكلام ده
يمني(بخجل):اللي تشوفه حضرتك يا بابا انا موافقة عليه
فريدة:يبقي خلاص بقي يا جماعة علي بركة الله نقرا الفاتحة
عمرو:ثانية واحدة بس يا ماما،بعد اذن حضرتك يا دكتور رفعت كان فيه موضوع كنت حابب اتكلم فيه مع الأنسة يمني قبل ما نقرا الفاتحة
رفعت:وماله يا ابني حقك طبعا،احنا هنخرج بره ونسيبكو تتكلموا براحتكوا
نادية:اتفضلي يا مدام فريدة
خرج الجميع ليتركوا عمرو ويمني بمفردهما،انتقل عمرو ليجلس علي المقعد المقابل لمقعدها،لحظات صمت سادت بينهما استغلها عمرو جيدا ،فأطال النظر إليها وقد علت ثغره إبتسامة عذبة بينما اطرقت هي برأسها ارضا وهي تفرك كفيها في توتر
ربما لم تكن تلك المرة الأولي التي تجلس فيها بمواجهته ،لكنها بالطبع المرة الأولي التي تجلس فيها بمفردها معه
تحدث اخيرا قائلا بإبتسامة:مبروك يا يمني
يمني(بإرتباك):الله يبارك في حضرتك
عمرو:ايه حضرتك دي كمان،فيه واحدة برضه تقول للي هيبقي جوزها حضرتك،انا من هنا ورايح اسمي عمرو ،عمرووبس،وحتي عمرو دي كمان حاسمحلك بيها مؤقتا
لم تستطع يمني ان تتفوه بكلمة واحدة فاردف هو قائلا:عموما خلينا ف المهم دلوقتي،فيه موضوع مهم لازم نتكلم فيه
نظرت اليه تحثه علي إستكمال حديثه فاكمل قائلا:من شوية سمعت والدك بيقول انك ناوية تشتغلي بعد ماتخلصي دراستك وانك عايزة تتعيني معيدة ف الكلية
يمني:مظبوط،وعشان كده دايما محافظة علي ترتيبي علي الدفعة
عمرو:واذا قلتلك اني مش موافق
يمني(بدهشة):مش موافق علي ايه
عمرو:مش موافق انك تشتغلي بعد الجواز،انا عايز مراتي تبقي كل إهتمامها ببيتها وجوزها وأولادها في المستقبل إن شالله
قطبت يمني جبينها قائلة في ضيق:ازاي يعني،انت متصور ان الموضوع بالنسبة لي مجرد وظيفة وخلاص،ده حلم بقالي سنين بحلم بيه،لعلمك انا مجموعي ف الثانوية العامة كان يدخلني كلية من كليات القمة،لكن انا اخترت كلية الحقوق عشان دي كانت رغبتي عشان اكون محامية ادافع عن المظلومين وانتصر لأصحاب الحق ،اما بالنسبة لموضوع الجامعة ده فدي مش رغبتي لوحدي دي رغبة بابا هو كمان ،اني اكون دكتورة ف الجامعة زيه،ده حتي يحيي اخويا ناوي بعد مايخلص الماجستير يسافر بره ياخد الدكتوراة من هناك
عمرو:ارجوكي يا يمني تفهميني،عارفة انك تشتغلي محامية ده معناه ايه،عارفة الفئات اللي هتتعاملي معاها ف شغلك ،وبعدين مش كفاية ان دي تكون رغبتي انا،يمني لازم تفهمي اني انسان غيور جدا ومش هاستحمل ان مراتي تشتغل شغلانه تختلط فيها برجالة سواء كانوا زملاء ليها او حتي طلبة عندها،مابالك كمان انها تتعامل مع مجرمين ،انا جوه المجال ده وفاهم اكتر منك،حاول ان يخفف من حدة المناقشة فقال بمرح:وبعدين انا متاكد انك لو اشتغلتي هتبقي محامية شاطرة وهتلمي الزباين حواليكي،يرضيكي بقي انا اقعد في البيت ساعتها اقشر بصل
يمني:وايه المشكلة ان الواحدة تشتغل في اي مجال مادام تقدر تحافظ كويس علي نفسها وتوقف اي حد يتجاوز عند حده،وكمان تقدر تحط حدود في التعامل تجبر اي حد انه يحترمها،وتعرف كويس توفق بين واجباتها كزوجة وبين شغلها
تنهد عمرو قائلا في ضيق:افهم من كده انك مش موافقة علي طلبي ده?
يمني:وافهم من كده انك مصمم عليه
عمرو:يمني لازم تفهمي اني كان ممكن اسكت وما اتكلمش ف الموضوع ده من اساسه واستني لما نتجوز وبعدين اقولك آسف ماعنديش ستات تشتغل،لكن انا حابب اننا نبتدي حياتنا مع بعض علي الصدق والصراحة من اولها،يمني انا هاديكي فرصة يومين تفكري وتردي عليا،وعايزك تتاكدي انك لو اخترتيني انا عمرك ماهتندمي علي اختيارك ده لحظة واحدة،فكري وانا مستني قرارك بس اللي عايزك تعرفيه وتتأكدي منه إني بحبك اوي ومش متصور حياتي من غيرك
يمني(بإنفعال):لو بتحبني زي ما بتقول ماكنتش ساومتني
عمرو:وليه بتعتبريها مساومة،لو فكرتي شوية هتلاقي ان طلبي ده سببه اني بخاف عليكي وبغير عليكي كمان وده عشان بحبك فعلا،يا ريت تفكري ف كلامي ده كويس ،عن اذنك
****************************
لا طبعا انا مش موافق علي حاجة زي دي
نطق رفعت هذه العبارة بعد ان اخبرته يمني بما طلبه منها عمرو
يمني(بتردد):بس يا بابا
نادية:هيا لسه فيها بس،يعني ايه مش عايزك تشتغلي إن شاءالله،اسمع يا يحيي يا ابني،انت تتصل بيه وتقوله كل شئ نصيب،انا مش فاهمة ازاي دكتور جامعة ومحامي كبير زيه وتفكيره يبقي بالرجعية والتخلف ده،انا من الأول وانا مش مرتاحة للجوازة دي،والحمد لله انها جت منه
يحيي:يا ماما دي مش طريقة مناقشة ابدا،وبعدين حضرتك مش مرتاحة للجوازة دي عشان كنتي عايزة يمني تتجوز ابن اخوكي،وبعدين انتي ليه بتتهميه بالرجعية والتخلف،هو شغل الست في بيتها ده مش شغل،لأ واهم من اي شغل كمان،دي رسالة بتشيلها كل ست علي كتفها انها تربي اولادها تربية صحيحة وتخرج جيل عارف واجباته ومسئولياته قبل حقوقه وشايل هموم بلده.
اشاحت نادية بيدها في إعتراض قبل ان تقول:بلاش الكلام الكبير ده وحياة ابوك
رفعت:لا إله إلاالله،استغفر الله العظيم،انا لحد دلوقتي ماسمعتش رأيك يا يمني
نادية:وهيا دي فيها رأي،عايزها تضحي بسنين التعليم دي كلها عشان خاطر مين يعني،إسمعي يا يمني،إنتي تنسي الموضوع ده خالص،وعماد ابن اخويا موجود ومستني إشارة منك
رفعت:لو سمحتي يا نادية سيبي البنت تختار قرارها بنفسها من غير ضغوط من حد،ثم التفت الي يمني واستطرد قائلا:بصي يا بنتي احنا قلنا رأينا،هو صحيح شاب ممتاز وعريس مناسب جدا،لكن احنا مش موافقين علي الكلام اللي قاله ده،لكن الرأي الأول والأخير ليكي دي حياتك وانتي حرة فيها،فكري زي ماقالك وايا كان قرارك انا هانفذهولك
******************************
كان يقود سيارته وبجواره والدته التي كانت تتحدث اليه إلا انه لم يكن يستمع الي حرف واحد مما قالت،فقط كان شاردا يلوم نفسه علي تسرعه،ألم يكن من الأفضل ان يتريث قليلا قبل ان يخيرها بينه وبين عملها،ربما لو وافقت هي رفض احد افراد عائلتها،تري هل من الممكن ان تختاره وتضحي بمستقبلها من اجله
عمرو:تفتكري يا ماما هتوافق ولا لأ
فريدة:هتوافق وبكرة تقول ماما قالت
عمرو:يسمع منك ربنا
*******************************
يومان مرا عليها وكأنهما دهر كامل،ظل عقلها حائرا يدور في فلك التردد،لا تستطيع ان تحسم امرها،تجنب الجميع الحديث معها حول الامر حتي يكون قرارها نابعا من داخلهابينما تجنبت هي الذهاب الي الجامعة حتي تحسم أمرها،في كلتا الحالتين بالتأكيد هي خاسرة،فأي الخسارتين تستطيع أن تتحمل ،خسارة عقلها أم خسارة قلبها.
********************************
كان يجلس بغرفته ممسكا بهاتفه ينتظر مكالمة تأتيه في أي وقت،إما ان تنهي احلامه معها سريعا وتأدها في مهدها،وإما ان تكون بداية مشوارهما معا،حتي جاءته اخيرا وما أن انتهي منها حتي جري مسرعا إلي غرفة والدته وطرق الباب ودخل بعد أن سمحت له وهو يقفز في سعادة كالأطفال قائلا:باركيلي يا ماما ،يمني وافقت علي الجواز
فريدة:هو انا مش قلتلك،وبعدين انت كنت فاكرهم هيرفضوا ولا حاجة،هما هيلاقوا لبنتهم عريس احسن منك فين ،وبعدين تعالي هنا ايه شغل العيال اللي بتعمله ده،اللي يشوفك كده مايقولش دكتور جامعة محترم ومحامي بتتهزله قاعة المحكمة،ماتتقل شوية يا ابني احسن بعدين تركبك وتدلدل رجليها
عمرو:يا ماما الله يخليكي مالوش لزمه الكلام ده انا مبسوط ومش عايز حاجة تعكنن عليا
،اعملي حسابك بقي عشان هننزل بكرة انا وانتي ويمني وطنط نادية عشان نشتري الشبكة
فريدة:ماشي وعموما الف مبروك يا حبيبي
عمرو:الله يبارك فيكي
***************************
اعلن هاتفه الرنين،نظر إلي شاشته ثم دخل الي غرفته وانهي إتصاله وعاد الي جوار زوجنه واولاده وقد بدا عليه الضيق ،نظر الي وجه زوجنه المتطلع قائلا:دي نادية اختي
فاطمة:طب ومالك يا محمود ايه اللي ضايقك ف مكالمة نادية كده
محمود:ابدا وهضايق ليه بس
فاطمة:طب هي نادية كانت عايزاك في ايه
محمود:كانت بتعزمني علي كتب كتاب بنتها
عماد(وقد اعتلت الصدمة معالم وجهه):ايه،كتب كتاب مين?!
فاطمة:ليه هي بنت اختك هتتجوز حد غير عماد،ازاي يا محمود?
محمود:خلاص يا فاطمة الكلام ده ماعدش ييجي منه،كل شئ بصيب
فاطمة:طبعا ما انت لازم تقول كده اكمنها بنت اختك،وده مين ده بقي اللي هتتجوزه ان شاء الله
محمود:نادية بتقول انه يبقي الدكتور بتاعها ف الجامعة
عماد:دكتور عمرو مش كده،انا برضه كان قلبي حاسس
فاطمة:ماتزعلش نفسك يا حبيبي،هما الخسرانيين،ولا يكون عندك فكر من بكرة اخطبلك ست ستها،ولا انت بس شاور كده علي اي واحدة وانا اروح اخطبهالك علطول،والشقة بتاعتك اللي ابوك اشتراهالك عشان تتجوز فيها موجودة ،اول ماتخلص كليتك وتستلم شغلك عند استاذ شوقي صاحب ابوك ف مكتبه تتجوز علطول،احسن الست يمني تكون فاكرة انك هتعيش طول العمر علي ذكراها
محمود:مالوش لزوم الكلام ده يا فاطمة،المهم ربنا يهنيها ويسعدها وخلاص
عماد:عن اذنكو انا داخل اوضتي
فاطمة:عاجبك كسرة القلب اللي ابنك فيها دي،لكن يكون ف علمك ابنهم مش احسن من ابني
محمود:يعني ايه الكلام ده يا فاطمة
فاطمة:يعني مروة هي كمان مش هتتجوز يحيي،مش هما يكسروا قلب ابننا واحنا نكافئهم ونديهم بنتنا
مروة:طيب ويحيي ذنبه ايه بس يا ماما
فاطمة:بس يا بت انتي،ولا انتي عاجبك الحالة اللي فيها اخوكي دي
مروة(بضيق):عن اذنكو انا داخلة اوضتي انا كمان
محمود:بس انتي كده مش بتكسري قلب ابنهم لوحده ،انتي بتكسري قلب بنتك هي كمان
فاطمة:معلش هيا لسه صغيرة وبكرة تنسي
محمود:ومين اللي هيسمحلك بكده،اعقلي يا فاطمة وبطلي شغل الجنان ده
فاطمة:وعلي فكرة انت كمان مش لازم تروح كتب الكتاب ده،لازم يعرفوا انك زعلان عشان خاطر ابنك،ولا اقولك الأحسن تروح عشان يعرفوا اننا ولا فارق معانا وان هما الخسرانيين
محمود:ربنا يهديكي يا فاطمة
**************************
جاء يوم الخميس حاملا معه الفرح لكل من يمني وعمرو وتم عقد قرانهما في حضور كل عمرو ووالدته وعمه،بينما حضر من جانب العروس كل من شقيقيهافؤاد ويحيي وخالها محمود وصديقتيها اسماء وشيرين وصفاء زوجة فؤاد هذا بالطبع الي جانب والديها وتم الإتفاق علي ان يكون الزفاف عقب نهاية العام الدراسي
**************************
ما إن انهت يمني امتحانها الأخير وخرجت حتي وجدته في انتظارها،منذ أن تم عقد قرانها وهو يتجنب الحديث معها كلما رأها،ولكنه اليوم قرر انتظارها،وما أن رأها قادمة حتي تقدم نحوها قائلا:يمني لو سمحتي
يمني(بإبتسامة):ازيك يا عماد،عملت ايه ف الإمتحان النهاردة?
عماد:الحمد لله حليت كويس،انتي عملتي ايه
يمني:الحمد لله،خير كنت عايزني ف حاجة
عماد:كنت عايز اقولك مبروك ولو انها متأخرة شوية
يمني:يا سيدي ولا يهمك،وعموما الله يبارك فيك
عماد(بتأثر):ليه يا يمني
يمني(بإرتباك):هو ايه اللي ليه يا عماد
عماد:ليه رفضتي تتجوزيني وليه سيبتيني اتعذب طول الفترة اللي فاتت دي وليه ماصارحتينيش من الأول انك مش عايزاني وليه اتخليتي عن حلمك بسهولة كده عشانه،للدرجةدي بتحبيه يا يمني،ده انا كان عندي إستعداد اشاركك الحلم وكنت هابقي سعيد اوي وانا بشوفه بيتحقق واحنا مع بعض،ليه يا يمني
يمني:ارجوك يا عماد،لكلام ده ما بقاش ليه لزوم دلوقتي،وماتنساش ان اللي بتتكلم عنه ده يبقي جوزي ،عشان خاطري يا عماد انساني وركز ف حياتك ومستقبلك،واكيد ف يوم من الايام هتلاقي الإنسانة اللي تحبك وتتمني انها ترتبط بيك،ولو ان الإنسانة دي موجودة فعلابس انت مش واخد بالك منها،وانت هتفضل برضه ابن خالي واخويا
عماد:انتي بتتكلمي عن مين?
يمني:انا كنت خايفة اقولك هي تزعل مني،لكن كمان انا خايفة اسكت انت تضيع من ايدك إنسانة بتحبك بجد وصعب انك تعوضها وهي كمان ماتقدرش ترتبط باللي بتحبه وتتمناه
عماد:تقصدي مين بالكلام ده?
يمني:أسماء يا عماد
عماد(بإندهاش):أسماء صاحبتك?
يمني:ايوه هي،صدقني انت مش هتلاقي احسن منها يوم ماتفكرترتبط،ده غير انها بتحبك
شرد عماد قليلا فيما قالته يمني حتي انه لم يلاحظ قدوم شيرين وأسماء الي حيث تقف يمني
يمني:ها عملتوا ايه طمنوني
شيرين:الحمد لله الإمتحان كان كويس،ولو اني زعلانة ان الكلية خلاص خلصت
أسماء:ليه بس?
شيرين:عشان كنت باهرب بيها من إلحاح فيفي
عماد:عن اذنكو
استدار عماد ليرحل لكنه ما إن سار بضع خطوات حتي لحقت به اسماء ونادته قائلة:عماد
استدار عماد مرة اخري ليصبح في مواجهتها ثم اجابها قائلا:ايوه يا أسماء فيه حاجة?
أسماء(بخجل):لا ابدا انا بس كنت لسه هاسألك عملت ايه ف الإمتحان بس انت مشيت علطول
ظل عماد يتأمل ملامحها لفترة دون أن يتفوه بكلمة،فيما شعرت هي بالخجل الشديد وارادت أن تنصرف،ادرك عماد ذلك فاستوقفها قائلا بعد تفكير قصير:أسماء………..تتجوزيني?……….
يتبع
كان بعيدا يتابع المشهد في صمت،شعر بنيران الغيرة تأكل قلبه حينما رأها تقف لتتحدث معه،هو يعلم أن عماد يحبها وكان يتمني الزواج بها،ولكن كيف لها الآن أن تقف لتتحدث مع غيره وقد صارت ملكا له وحده،إنها معشوقته التي لطالما تمني أن يفتح قلبه ليضعها ويغلقه مرة اخري فلا يراها أو يشتم عبيرها غيره،أو أن يضعها داخل عينيه ثم يطبقهما فلا يستطيع احد حتي مجرد النظر إليها.
بعد قليل غادر عماد بعد ان انهي حديثه مع أسماء،وعادت أسماء إلى حيث تقف يمني وشيرين وقد اصطبغت وجنتاها باللون الأحمر وتعالي صوت دقات قلبها وكأنه صوت طبول تقرع إستعدادا لحرب قادمة،لاحظت يمني إرتباكها فبادرتها قائلة:مالك يا أسماء،شكلك مش علي بعضك كده ليه،هو عماد قالك إيه بالظبط عمل فيكي كده?
همت أن تجيب لكن صوته استوقفها وهو يقول:ازيكم يا بنات،ها أخبار الإمتحان ايه النهاردة?
شيرين وأسماء:الحمد لله يا دكتور
عمرو:طيب كويس،اشوفكو علي خير إن شاءالله،يلا بينا يا يمني
يمني:علي فين
عمرو:انا أستأذنت من دكتور رفعت اننا نخرج نتغدي سوا النهاردة بما إنه أخر يوم ليكي ف الإمتحانات
ودعت يمني صديقتيها لتذهب بصحبة عمرو،همست لها أسماء قائلة:هاكلمك بالليل في التليفون عشان عايزاكي ف موضوع مهم.
يمني:ماشي هاستني تليفونك،مع السلامة يا بنات،اشوف وشكو ا بخير
**************************************
جلست يمني بجوار عمرو في المقعد الأمامي لسيارته،كانت معالم الضيق مرتسمة بوضوح علي وجهه،حتي أنه لم يتفوه بكلمة طوال الطريق،فقط كان يقود السيارة وينظر إلي الطريق أمامه،حاولت هي أن تبدأ حديثا معه فقالت:مالك يا عمرو ?من ساعة ما خرجنا من الكلية وانت مانطقتش بكلمة واحدة،هو أنا عملت حاجة زعلتك?
رمقها بنظرة ساخرة ثم عاود النظر أمامه دون أن يجيب
يمني:يااااه،ده الموضوع باين عليه كبير اوي
عمرو(دون أن ينظر إليها):عارفة يا يمني،الأسوأ من اننا نغلط،اننا مانحسش واحنا بنغلط اننا بنعمل حاجة غلط
امتدت أناملها تتلمس كفه التي يمسك بها المقود ثم قالت بحب:طيب ممكن عشان خاطري ما تسوقش وانت متنرفز كده،ممكن تركن علي أي جنب عشان نتفاهم واعرف ايه اللي مزعلك مني اوي كده.
استمع إلي رجاءها فأوقف السيارة بالفعل ثم التفت إليها ونظر في عينيهاقائلا:يمني اعتقد ان أنا فهمتك قبل كده أنا بغير عليكي ازاي ،بغير عليكي حتي من نفسي،من شفايفي لما بتنطق اسمك،من الهوا لو عدي عليكي ولمس شعرة من شعرك.
يمني:طيب ممكن اعرف انا عملت إيه بس عشان كل ده
عمرو:ولما تقفي تتكلمي مع واحد أنا عارف كويس انه بيحبك وكان عايز يتجوزك من غير ما تعملي أي إعتبار لوجودي وإني ممكن أكون شايفكم،ده غير زملائكو اللي كانوا شايفينكوا وانتو وافقين مع بعض وهما عارفين انك مراتي ،ممكن تفسريلي ده يبقي اسمه ايه?
يمني:ماتنساش ان الواحد ده يبقي ابن خالي مش اي واحد وخلاص
عمرو:يعني ايه يا يمني
يمني:يعني مش معقول اني اقاطع ابن خالي لمجرد انه كان عايز يتجوزني قبل منك،وبعدين هو كان بيباركلي يعني الموضوع خلاص مابقاش ف دماغه
عمرو:حتي لو كانت رغبتي يا يمني
يمني:مش فاهمة ،ممكن توضح كلامك
عمرو:يعني لو انتي بتحبيني بجد بلاش تتكلمي مع عماد مرة تانية ولا تكوني حتي موجودة ف مكان هو موجود فيه
اعتلت الدهشة ملامح وجهها وهي تردد:معقوله للدرجة دي
عمرو:واكتر،يظهر انك لسه ماتعرفيش انا بحبك اد ايه
يمني(برجاء):بس يا عمرو كده ممكن ماما وخالو ومراته يزعلوا مني
تنهد عمرو قائلا في ضيق:وطبعا دول كلهم زعلهم أهم من زعلي
يمني:أنا ماقلتش كده يا عمرو بس….
قاطعها عمرو قائلا:هي لسه فيها بس يا يمني
يمني(بإستسلام):خلاص يا عمرو اللي تشوفه،عشان خاطرك انت بس
أمسك عمرو يدها ورفعها إلي فمه مقبلا إياها بحب:انا دلوقتي اتأكدت انك بتحبيبي زي ما بحبك،ربنا يخليكي ليا ويقدرني واسعدك
************************
أسدل الليل ستائره السوداء علي مدينة دمنهور حين جلس شاب في منتصف العقد الرابع من عمره بشرفة منزله ،ذلك المنزل الذي يدل تصميمه علي ثراء أهله علي عكس منازل القرية الأخري التي تمتاز ببساطة تصميمها ويلتصق كل منزل فيها بالأخر وكأنه كل منهما يحتمي بالأخر من السقوط،كان يراقب صفحة القمر وهو يبدو مختنقا خلف السحب وكأنه يشاركه ضيقه وإكتئابه حين اقتربت منه زوجته قائلة في حنو:مالك يا فؤاد،من ساعة عمي رفعت ماكلمك في التليفون وانت متضايق كده ليه
فؤاد(بضيق):بقولك إيه يا صفاء،أنا مضايق دلوقتي ومخنوق ومش عايز اتكلم ف حاجة،فياريت تسيبيني ف حالي أحسن
صفاء:طيب مش تفهمني ايه اللي مضايقك بالشكل ده بس ?
فؤاد(بنفاذ صبر):حاضر هافهمك،البيه أبويا عايز فلوس
صفاء:البيه أبويا! مافيش أسلوب احسن من كده تتكلم عن ابوك بيه
فؤاد:ماتزعليش نفسك،البيه الدكتور أبويا عايز فلوس،كويس كده
صفاء:طب ودي فيها إيه يعني،هي يعني دي أول مرة عمي يطلب فيها فلوس،وبعدين مش المفروض انك تستني لما يطلب اساسا،المفروض توردله فلوس المحصول والمزرعة أول بأول.
فؤاد:لا بس المرةدي محتاج مبلغ كبير عشان جهاز الست أختي،طبعا لزوم الفشخرة ادام البيه دكتور الجامعة واهله.
صفاء(بإندهاش):أما امرك غريب يا فؤاد،المفروض انك انت كمان تبقي عايز اختك تتجهز احسن جهاز تتشرف بيه ادام عريسها وأهله مش تتفشخر زي انت مابتقول
فؤاد(بتهكم):آه يا أختي ،ماهو ماحدش خسران حاجة ولا حد دافع حاجة من جيبه
صفاء:أمال من جيب مين يعني،وبعدين من حكم ف ماله ماظلم يا آخي،وده مال ابوك وهو حر فيه
فؤاد(بإنفعال):ماله،ماله من إمتي إن شاء الله?!يعرف إيه أبويا عن ماله،ما أنا هنا اللي شقيان وتعبان وطافح الدم مابين الأرض والمزرعة عشان ف الأخر كله يتحول علي إسكندرية للبهوات يصرفوا من غير حساب،دلوقتى الست اختي بتتجوز،وكمان كام شهر البيه اخويا يخلص الماجستير اللي بيعمله وبعدين يسافر بلاد بره عشان الدكتوراة،وطبعا الدكتوراة دي مش ببلاش،وادفع يا فؤاد
ربتت صفاء علي كتفه قائلة بحنان:طيب عشان خاطري هدي نفسك ماتنساش ان عندك الضغط،وبعدين تعالي نتكلم بالعقل كده الأرض والمزرعة اللي بتتكلم عنهم دول مش ملك عمي برضه،مش ميراثه من جدك الله يرحمه،مش معني انه سابك تديرهم وتشرف عليهم انهم بقوا ملكك،وماتنساش انك انت اللي اخترت يا فؤاد،ماتجيش دلوقتي تندم خلاص فات أوان الندم
فؤاد:أنا نفسي افهم والله انتي مراتي أنا ولا مراتهم هما
ابتسمت صفاء قائلة:الله يجازي شيطانك يا فؤاد،حلوة مراتهم هما دي كمان،وبعدين يعني هو انا عشان مراتك لازم أقف في صفك حتي لو كنت غلطان،احمد ربنا إنك بتلاقي اللي يرجعك للحق
فؤاد(بتهكم):وبعدين بتقوليلي انا اللي اخترت،اه صحيح انا اللي اخترت،تقدري تقوليلي طفل عنده ست سنين أبوه بيخيره بين إنه يسافر ويقعد معاه بعد مايتجوز أو إنه يفضل مع جده وجدته تفتكري ده يقدر يقرر مصيره،كان لازم وهو رايح إسكندرية عشان يتجوزو يستقر هناك جنب شغله ياخدني معاه ولو غصب عني،لما قلتله لأ كان المفروض ياخدني قلمين ويقولي اسكت انت ،انت مش عارف مصلحتك فين لكن أنا أبوك وادري بمصلحتك،كان كفاية عليا وقتها إن أمي ماتت واتحرمت من حنانها،ماكانش المفروض اني اعيش يتيم الام والأب وأبويا علي و ش الدنيا ،لكن هو زي مايكون ماصدق،اول ما أمي ماتت خد شقة في اسكندرية جنب شغله وا ستقر هناك واتجوزوخلف وعاش حياته وسابني انا هنا لجدي يربيني ويملا دماغي بكلامه ويقنعني إن الشهادات دلوقتى ما بتأكلش عيش،وانها ملهاش لازمة طول ما الفلوس والشغل موجودين.
صفاء:بس انت يا فؤاد لو كنت عايز تكمل ماكانش كلام جدك أثر فيك،انت بنفسك قلتلي ان ابوك هو كمان جدك قاله نفس الكلام بعد ماخلص الثانوية العامة وكان عايزه يسيب التعليم ويشتغل معاه ف الأرض والمزرعة،لكن هو صمم وساق علي جدك طوب الأرض لحد ما وافق
فؤاد:وماعملش معايا انا كمان كده ليه،ده انا لما قلتله بعد ما خلصت الثانوية العامة اني هاسمع كلام جدي ومش هاكمل،كال اللي عمله انه قعد يتحايل عليا ويترجاني ولما لاقاني مصمم كبر دماغه،وانا كنت فاكر وقتها اني باعند معاه اتاريني كنت بعند مع نفسي وانا مش واخد بالي،بقولك ايه انتي عماله تقلبي عليا المواجع من ساعة ماقعدتي،قفلي علي السيرة دي بقي وقومي هاتيلي دوا الضغط احسن حاسس ان دماغي هتنفجر من الصداع
صفاء:حاضر من عنيا
فؤاد:تسلم عينيكي،عارفة يا صفاء،رغم انك يعني لسانك طويل وبتناقريني وبتردي عليا كلمة بكلمة،بس مش عارف ليه برضه بحبك وبموت فيكي ومااقدرش استغني عنك
صفاء:المفروض بقي ان انا افرح وان ده كلام حب ورومانسية وكده يعني
اطلق فؤاد ضحكة عالية ثم اردف قائلا:لا بجد ماتعرفيش ايه السبب
صفاء:عشان انا كمان بحبك وماليش غيرك في الدنيادي .
فؤاد:آه صحيح،ابقي اعملي حسابك اننا مسافرين إسكندرية الأسبوع بعد الجاي عشان الفرح
صفاء:حاضر يا حبيبي،والله ده يمني وطنط نادية وحشوني خالص
فؤاد(بتهكم):وحشوكي،طيب قومي يا اختي روحي هاتيلي الدوا
***************************
يمني:ها يا سمسمتي،موضوع ايه اللي كنتي عايزاني فيه?
أسماء(بإرتباك):اصل…اصل عماد النهاردة واحنا ف الكلية قالي……..قاله إنه يعني…..
يمني:يا بنتي ماتتكلمي علطول قالك ايه?
أجابت اسماء بسرعة وكانها تلقي حملا ثقيلا من علي كتفها:قالي انه عايز يتجوزني
يمني(بفرحة):بجد يا اسماء،ده احلي خبر سمعته النهاردة،وانتي قولتيله ايه?
أسماء:قلتله يديني فرصة افكر
يمني:وهي دي محتاجة تفكير،انتي هتلاقي فين زي عماد يا بنتي
أسماء:ايوه يا يمني بس انا خايفة انه يكون لسه ….
قاطعتها يمني قائلة:لسه ايه بس?لو كان اللي ف دماغك ده صح يبقي ايه اللي يخليه يطلب يتجوزك?
أسماء:يعني،انه يكون مثلا عايز ينسي التجربة القديمة فبيشغل نفسه بواحدة جديدة عشان ينسي
يمني:علي فكرة دي مش اخلاق عماد خالص ومادام قالك كده يبقي فعلا عايز يتجوزك
أسماء:طيب هو لحق يحبني إمتي?ده لسه من حوالي شهرين كان بيفكر فيكي وحالته النفسية كانت وحشة اوي بعد كتب كتابك
يمني(بخبث):آه،ده انتي كنتي مركزة معاه اوي بقي
أسماء:مش اوي يعني
يمني:أسماء خدي وقتك وفكري وقبل كل ده استخيري ربنا،وإن شاءالله ربنا يكتبلكوا اللي فيه الخير
أسماء(برجاء):طيب ممكن اطلب منك خدمة يا يمني
يمني:أؤمري يا حبيبتي
أسماء.:ممكن تكلمي عماد وتقوليله اني مش هارد علي طلبه ده غير بعد فرحك
يمني:مش فاهمة اشمعنا الطلب ده
اسماء:معلش يا يمني انا عايزة كده عشان خاطري ريحيني
يمني:طيب هو لازم انا اللي اكلمه يعني
اسماء:ايوه طبعا امال مين اللي هيكلمه بس
يمني(بإستسلام):ولو إني مش فاهمة سبب الطلب ده بس حاضر من عنيا هاكلمه
************************
كانت جالسة خلف مكتبها تؤدي عملها في همة ونشاط إلا أن جاءها إتصال تليفوني،أجابت المتصل وماهي إلا دقائق وانهت المكالمة وهي تلقي هاتفها علي المكتب في عصبية شديدة،لاحظتها مني فسألتها قائلةمالك يا مشيرة،فيه ايه التليفون ده ضايقك كده
مشيرة:مافيش يا مني مافيش حاجة
مني:ازاي مافيش انتي مش شايفة شكلك،ماتتكلمي يا بنتي قلقتيني
مشيرة:عمرو الألفي
مني(وهي تحاول ان تتذكر):عمرو،عمرو،مش ده المحامي
مشيرة:ايوه هو
مني:ماله بقي عمرو?
مشيرة:هيتجوز كمان اسبوعين
مني:بجد! هو الجاسوس اللي انتي مجنداه في مكتبه لسه بينقلك أخباره?
مشيرة:ايوه يا ستي وهو اللي لسه مكلمني دلوقتي
مني:وانتي ايه اللي مضايقك في حاجة زي كده?انا اصلا مش فاهمة ايه اللي يخليكي تتابعي اخباره وتهتمي بيه وانتي بتقولي انك بتحبي سي هاني بتاعك ده
مشيرة:ايوه بحبه،بس لما بحسبها بعقلي بلاقي ان هاني مش هيقدر يحققلي كل احلامي،اذا كان لحد دلوقتي مش قادر يلاقي شغل
مني:أو يمكن مش عايز يلاقي
مشيرة:تقصدي ايه?
مني:تعرفي يا مشيرة انتي مشكلتك ايه،مشكلتك انك عايزة تاخدي من الدنيا كل حاجة،عايز هاني اللي بتحبيه وعايزة عمرو اللي هيحققلك كل احلامك،وللأسف الدنيا مابتديش كل حاجةلازم تضحي بحاجة قصاد حاجة ،عارفة انتي لو فكرتي شوية هتلاقي نفسك ولا بتحبي عمرو ولا بتحبي هاني
مشيرة:بس كل اللي اعرفه ومتأكدة منه اني بحب مشيرة،وإني عايزة اعيشها ف المستوي الإجتماعي اللي طول عمرها بتحلم تعيش فيه وزي ماقلتلك هاني مش هيقدر يعمل ده،لكن للأسف بحبه ومش قادرة استغني عنه حتي مع احساسي انه ممكن يكون بيضحك عليا،لكن يكفيني انه يكون جنبي وبس،لكن عمرو هو الفلوس والشهرة والمستوي اللي طول عمري بحلم بيهم،انتي اصلك ماشوفتيش مكتبه ولا عربيته ولا لبسه،ده غير شكله ووسامته،يعني جوازة كانت هتعيشني بقية عمري ملكه
شعرت مني بالأسف علي صديقتها فقالت:بتقولي انك بتحبي مشيرة،للأسف انتي بتعذبي نفسك باللي بتعمليه فيها ده يا مشيرة
مشيرة:بالعكس انا عايزة انسيها العذأب والحرمان اللي شافته طول حياتها مع أب وأم انانيين مافكروش غير ف نفسهم وهما بيطلقواويسيبوا بنتهم الوحيدة لجدتها تربيها،وكل واحد فيهم يتجوز ويعيش حياته بعيد ومايفكرش حتي يسأل عنها،ابويا مات وانا معرفتش غير بعدها بفترة،وأمي اتجوزت وسافرت بره مصر مع جوزها وخلفت ونسيت ان ليهابنت سايباها ف مصر عايشة مع جدتها علي معاش جدها اللي يادوب بيكفيهم عيش حاف،اضطريت اشتغل وانا ف الكلية عشان اقدر اصرف علي نفسي واعيش زي أقل واحدة ف زمايلي،ابويا كان بيرفض يبعتلي فلوس قال ايه فاكر انه بكده بيعند مع امي،وأمي كانت بتخاف من جوزها،كل اللي ربنا كان بيقدرها عليه انها تتصل بتيتةمن فترة للتانية تسأل عليا،ولما تيتة ماتت الله يرحمها هي مابقتش تتصل وانا كمان مابقتش اهتم اعرف عنها حاجة وانقطعت اخبارناعن بعض،حتي لما اتجوزت محسن كنت فاكراه هيعوضني عن كل اللي فات قبل ما اعرف انه بيخدعني وان مافيش حيلته حاجة وعشان كده اتطلقت
منى:عشان كده برضه ولا عشان سي هاني
مشيرة:اهو هاني ده هو اللي لخبط كل حاجة ف حياتي،ايوه كنت بكره محسن عشان خدعني ،بس كرهته اكتر لما عرفت هاني،ولما قابلت عمرو قلت هو ده اللي هيحققلي احلامي،لكن ماقدرتش ادوس علي قلبي وانسي هاني واجري ورا عمرو،وادي النتيجة اهو خلاص هيتجوز،يعني خلاص مابقاش ادامي غير إني استني اشوف اخرتها ايه مع هاني
مني:وانتي كنتي ضامنة انك هتقدري توقعيه اوي كده?
مشيرة:عيب عليكي تشككي ف قدراتي،ياحبيبتي كل راجل وليه مدخل تقدري تدخلي منه،لو عرفتيه تقدري توقعيه بكل سهولة
مني: انا مش عارفة دماغك دي هتوديكي لحد فين يا مشيرة،ربنا يستر
**************************
اكتظت القاعة بالمدعوين،ودقت طبول الفرح معلنة بدء حفل الزفاف،ودخلت يمني القاعة تتباطأ ذراع عمرو الذي قبل جبينها واجلسها بجواره في المكان المخصص لهما،تألقت يمني في فستان زفافها الأبيض وبدت وكأنها أميرة قد خرجت للتو من إحدي قصص الأساطير القديمة،بينما جلس عمرو بجوارها وهو يرمقها بنظرات ملؤها الحب والإفتتان
وعلي إحدي الطاولات جلست شيرين بصحبة اسماء ووالدتها وشقيقتها،بينما جلس علي طاولة اخري كل من نادية فريدة ورفعت،وعلي اخري مجاورة لهم جلس يحيي بصحبة شقيقه فؤاد وزوجته واولاده،بجوارهم جلس كل من محمود وفاطمة ومروة
بعد فترة مال عمرو علي يمني قائلا بهمس:شوفتي اهو ماجاش الفرح،عشان تبقي تقوليلي ان الموضوع خلاص مش ف دماغه
يمني(بتساؤل):هو مين ده
عمرو:هيكون مين يعني ?عماد طبعا
يمني:انا مش فاهمة انت حأطه ف دماغك ليه كده بس،ماهو كان ادامي قبلك ،لو كنت عايزة اتجوزه كنت اتجوزته،يا حبيبي انا مافيش حد مالي عقلي ولا قلبي غيرك انت .
ابتسم عمرو قائلا:طب بالراحة عليا شوية،انا مش اد الكلام الحلو ده،خليه لما نروح بيتنا بلاش ادام الناس احسن بعدين مش هيحصلك طيب.
خفضت يمني بصرها ارضا وهي تبتسم في خجل
*************************
كانت تجلس إلي طاولتها وعيناها لا تفارق باب القاعة،فقط تنظر الي ساعتها ثم تعاود النظر إلى الباب مرة أخري،لاحظتها شيرين فمالت عليها قائلة بهمس:ماتتعبيش نفسك،اللي بتدوري عليه مش جاي
أسماء:ومين قالك إني بدور علي حد
شيرين:طب عيني ف عينك كده
أسماء:بس بقي يا شيرين،طب انتي عرفتي منين انه مش جاي?
شيرين:اديكي اعترفتي اهوه،عشان يا ستي باباه ومامته واخته موجودين لو كان جاي كان جه معاهم،مش كده ولا ايه?
أسماء:هو انتي تعرفيهم
شيرين:ايوه شفتهم مرة عند يمني،هما اللي قاعدين هناك دول،واشارت الي حيث يجلسون
قامت أسماء من مكانها قائلة:ماما انا هاخرج اشم شوية هوا بره القاعة عشان حاسةإ ني مخنوقه شوية
شيرين:آجي معاكي
أسماء:لأ بلاش خليكي انتي عشان يمني ماتاخدش بالها
ما أن خرجت خارج القاعة حتى سمحت لدموعها الحبيسة بالتساقط كحبات لؤلؤ انفرط عقدها،لقد كان زفاف يمني بمثابة إختبار فشل فيه عماد فشلا ذريعا،ربما هو لم يأت لأنه لم يتحمل أن يراها تزف لغيره،كان هذ ا في إعتقادها دليلا كافياعلي انه مازال يحبها ولم يستطع نسيانها بعد،لقد اجلت حسم قرارها لما بعد الزفاف حتي تتأكد من شكوكها،والآن لم يعد الأمر مجرد شكوك بل صار حقيقة ملموسة،وبينما هي في شرودها إذ
شعرت بشئ ما يتحرك خلفها،استدارت لتجده واقفا خلفها وعلي وجهه إبتسامة عذبة وهو ينظر إليها قائلا:بتدوري علي حد…….
يتبع