رواية زوجي العزيز عفوا لست قاتلة (جميع فصول الرواية) للقراءة والتحميل pdf

رواية زوجي العزيز عفوا لست قاتلة الفصل التاسع

ظل لثوان محدقا فيهما وهو يحاول إستيعاب هذا المشهد الماثل أمامه…إلا أن استطاع أن ينطق أخيرا قائلا: ممكن افهم إيه اللي بيحصل هنا بالظبط ?

تجمدت يمنى في مكانها وشلت المفاجأة تفكيرها للحظات كانت كافية لأن تستغلها مشيرة التي قامت من مكانها وجرت مسرعة بإتجاه عمرو لتلقي نفسها في أحضانه قائلة ببكاء مصطنع ودموع مزيفة كدموع التماسيح وهي تحاول إتقان دورها جيدا:الحقني يا عمرو…الحق مراتك كانت عايزة تموت ابننا

حدق عمرو فيها بشدة غير مصدق أن يمنى من الممكن ان تفعل ذلك ثم نقل بصره إلى يمنى قائلا:صحيح الكلام ده يا يمنى?

لم تدري بما تجيبه فكيف له ان يسأل مثل هذا السؤال من الأساس…طال صمتها فصرخ فيها قائلا:انتي مابترديش عليا ليه?

اسرعت مشيرة تجيبه قائلة:عايزها تقولك إيه بس ?مش قادرة تتكلم طبعا ولا تنكر عملتها السودة

صمتها اكد له كلام مشيرة فاسرع قائلا بإستنكار:ليه يا يمنى?ليه استكترتي عليا الفرحة ?عايزة تحرميني من إحساس بقالي اد ايه نفسي احسه ومش طايل…معقول الغيرة عمت قلبك للدرجةدي…طيب لما انتي غيرانة ومش مستحملة قولتيلي اتجوز ليه?ثم اردف قائلا بصوت اشبه بالصراخ:ماتردي عليا

ترقرقت الدموع في عينيها وهي تستمع لإتهاماته الظالمة حتي استطاعت أن تتحدث اخيرا قائلة:أنا يا عمرو…أنا اقتل ابنك …انت تصدق ان أنا اعمل كده …طيب ازاي كنت عايزة اقتله وأنا اللي قلتلك اباركلها ف التليفون …وانت اللي قلتلي روحي زوريها

شعر انه تسرع في إتهامها فهدأ من نبرة صوته وهو يقول:امال إيه اللي انا شوفته ده

لم تمهلها مشيرة فرصة للرد فاسرعت تجيبه قائلة:ماتصدقهاش يا عمرو دي كدابة…دي كانت عايزة تنزله عشان تنتقم مني عشان انا اول ماشوفتها عرفتها وهددتها إني اقولك على الحقيقة اللي هيا مخبياها عنك

التفت إليها قائلا بشك:حقيقة إيه دي?

اسرعت تطرق الحديد وهو ساخن فاردفت قائلةحقيقة انها على علاقة بعماد ابن خالها وانا بنفسي شوفتها قبل كده داخلة وخارجة من شقته اللي ف وش شقتي القديمة علطول ف الأوقات اللي مراته كانت فيها بره البيت وفكرت كمان اني اقول لمراته بس قولت بلاش اخرب عليها…ودلوقتي لما شوفتها وعرفتها وقولتلها اني حأقولك على الحقيقة قعدت تضرب فيا عشان تسكتني وتنتقم مني ف ابني وابنك اللي بقالك كتير بتحلم بيه ومستنيه …ولو مش مصدقني تقدر تسألها إذا كانت راحت شقة عماد قبل كده ولا لأ…وهيا مش حتقدر تنكر ولا تقول عليا كدابة

شعر عمرو أن دماء جسده قد اندفعت جميعها لتستقر في دماغه الذي صار عاجزا عن التفكير…التفت إلى يمنى في محاولة منه للحصول على أمل أخير في ان يكون كل ما سمعه كذبا أو وهما أو ربما أضغاث أحلام …بادرها قائلا والشرر يتطاير من عينيه:يمنى …انتي روحتي شقة عماد قبل كده?

ازدردت لعابها بصعوبة ثم قالت بخفوت:عمرو اديني فرصة بس افهمك

لم يمهلها وصرخ فيها قائلا:ردي عليا…روحتي عند عماد قبل كده?

شعرت بالخوف يسري في أوصالها وهي تجيبه قائلة:ايوه روحت بس والله مش زي ما انت فا………
.
لم تستطع أن تكمل كلامها فقد تلقت للتو صفعة قوية اسالت الدماء من جانب فمها…لم تكن الضربة التي تلقتها مؤلمة بقدر ماكانت كلمته التالية اكثر إيلاما حين نطق قائلا:”انتي طالق”

حدقت فيه غير مصدقة ما سمعته أذناها فيما وقفت مشيرة خلف ظهره وقد وضعت ذراعيها في خصرها وارتسمت على شفتيها إبتسامة نصر ممزوجة بالشماتة.

اقترب عمرو منها وجذبها من ذراعها ثم فتح الباب والقاها خارجه قائلا في غضب:مش عايز اشوف وشك ده مرة تانية …فاهمة ولا لأ?ثم دخل واغلق الباب خلفه…ثم ارتمي على اقرب مقعد واضعا رأسه بين كفيه رافضا تصديق كل ما حدث…اقتربت منه مشيرة وقالت بصوت أقرب إلى فحيح الأفاعي وهي تبث سمومها:ماتزعلش نفسك يا حبيبي…الحمد لله ان ربنا بعتني ليك عشان اكشفلك حقيقتها…والحمد لله ان ربنا بعتك ليا ف الوقت المناسب قبل ماتعمل ف ابننا حاجة

رفع بصره إليها قائلا بلهفة:انتي كويسة والبيبي كويس…حد فيكوا حصلوا حاجة?يلا عشان اوديكي للدكتور نطمن عليكي وعلى البيبي

اشاحت بوجهها بعيدا وقالت بتلعثم:لا يا حبيبي ماتخافش انا كويسة الحمد لله…والبيبي كمان كويس وبخير…صدقني أنا مش حاسة بحاجة ولو تعبت حابقى اقولك توديني…ماتقلقش عليا

اسرع عمرو متجها نحو الباب فاوقفته مشيرة قائلة:رايح فين يا عمرو?

عمرو بضيق:حاسس ان انا مخنوق ومحتاج اتمشى شوية

مشيرة:طيب خلي بالك من نفسك

عمرو:حاضر…عن اذنك

********************************

خرجت من منزله باكية هائمة على وجهها …لا تدري اين تذهب ولا إلى من تلجأ…عقلها الذي يرفض مافعله بها عمرو يصرخ بها قائلا:كيف له أن يصدق هذا عنكي …أما قلبها الذي لا يستطيع إلا أن يحبه مازال يلتمس له الأعذار متعللا بأنها هي من وضعت نفسها موضع الشبهات فلا تلومن إلا نفسها…فكرت أن تذهب إلى منزل والديها المغلق منذ وفاتهما…لكنها تراجعت خوفا من أن تجلب لها الذكريات مزيدا من الأحزان …طرأت لها فكرة بأن تذهب إلى منزل خالها تستنجد به…ولكن ماذا عساه أن يفعل من اجلها…كما انها لن تسلم من شماتة زوجته التي تدرك يمنى جيدا انها لم تنس لها رفضها لعماد حتى الآن…واخيرا اهتدت إلى من يمكنه مساعدتها …فهرولت مسرعة بإتجاه منزله.

**********************************

اما عمرو الذي جلس امام البحر شاردا يرفض عقله قبل قلبه تصديق ماحدث…فعقله يصرخ به قائلا:إذا كانت تحب عماد حقا فلما لم تتزوجه منذ البداية…اما قلبه الذي كان يشعر بصدق حبها يؤكد على كلام عقله ويصرخ به قائلا:كيف تصدق أن يمنى يمكنها ان تفعل ذلك…كان يرمق البحر بنظرات متسائلة فهو يعلم كم تعشقه يمنى وتفضي إليه بمكنوناتها ولربما افشت إليه بسرها هذه المرة… ولكن منذ متى والبحر يفشي سر من ائتمنه?
لام نفسه على تسرعه …لماذا لم يترك لها الفرصة لتتحدث…فلربما كان لديها ما تقوله دفاعا عن نفسها…نعم بالتأكيد لديها أسبابها التي يجهلها ولم يعطها الفرصة لتعلن عنها…لابد من ان يذهب إليها ليعلم ما كانت تنوي ان تقوله…لابد انها الآن في منزلهما وإن لم تكن هناك فبالتأكيد في منزل خالها…قطع شروده صوت هاتفه…نظر إلى شاشته فوجدها والدته…لم يشأ أن يجيب…شعر بالحنق من نفسه لأنه لم يغلقه …ولكنها لن تسأم من تكرار المحاولات حتى يجيبها…فتح الخط ليأتيه صوتها قائلة بإنفعال:انت فين يا عمرو?اناعايزاك عندي ضروري دلوقتي حالا

تعجب من نبرتها الحادة …فهل من الممكن ان تكون قد علمت شيئا عن الأمر اجابها قائلا:خير يا ماما فيه حاجة ?

فريدة بصرامة:انا عايزة اقفل التليفون الآقيك ادامي

اجابها قائلا بضيق:حاضر يا ماما حاضر

وبالفعل ركب سيارته وانطلق في طريقه إليها وما إن رأته حتى انفجرت فيه كقنبلة نزع احدهم فتيلها:انت ازاي تكتفي انك تطلقها وبس …ازاي ماتبلغش البوليس عن السفاحة اللي كانت عايزة تقتل حفيدي اللي بقالي سنين مستنياه?

قطب جبينه قائلافي ضيق:انتي عرفتي ازاي هيا مشيرة كلمتك?

بدا عليها الإرتباك الذي سرعان ما أخفته قائلة:لأ مشيرة ماكلمتنيش انا اللي كنت باتصل عشان اطمن عليها وعلى حفيدي لقيتها يا حبة عيني منهارة من اللي حصل ولما ضغطت عليها حكيتلي كل حاجة…بس انت ما ردتش على سؤالي مابلغتش ليه عن المجرمة اللي كانت عايزة تقتل ابنك وتقهرك عليه?

عمرو:يا ماما ماهي مشيرة كويسة الحمد لله وانا عرضت عليها اوديها للدكتور رفضت وقالت مالوش لزوم

فريدة:لا انا كده مش حاطمن غير لما تجيبلي مشيرة تقعد معايا هنا…لازم تيجي هنا عشان تبقى تحت عيني واخلي بالي منها بنفسي

عمرو:حاضر يا ماما…ربنا يسهل…وبعدين يا ماما انا مش مصدف ان يمنى تعمل كده ابدا

صرخت فيه قائلة:انت لسه برضه بتدافع عنها حتى بعد اللي عملته وبعد اللي عرفته عنها

عمرو:يا ماما هيا كانت عايزة تقول حاجة بس انا ساعتها الشيطان كان راكبني وما اديتهاش فرصة تتكلم…انا لازم اروحلها واتكلم معاها واشوف كانت عايزة تقول إيه

نُرشح لك هذه الرواية المميزة:  رواية تغريد وبدر وميسرة (جميع فصول الرواية) للقراءة والتحميل pdf بقلم ملك عبدالرحمن

اقتربت منه وقالت في هدوء شديد:عمرو…سمعني تاني كده كنت بتقول عايز تعمل إيه

عمرو:كنت بأقول عايز أروح ليمنى واسمع منها

اجابته قائلة بكلمات تحمل نبرة تهديد واضحة :قسما بالله العظيم يا عمرو…لو اعرف انك روحت ولا اتكلمت مع المجرمة دي لا حتبقى ابني ولا اعرفك وساعتها انا اللي حابلغ عنها بنفسي وده آخر كلام عندي…وامام تهديداتها لم يجد عمرو بدا من الرضوخ لطلبها وإن ظل قلبه يحدثه ان هناك شي ما يخفى عليه وحدها الأيام كفيلة بأن تظهره

*************************************

كان جالسا يلاعب طفله الصغير في حين وقفت زوجته بالمطبخ تنتهي من إعداد طعام الغداء عندما سمعوا صوت جرس الباب…توجهت أسماء لتفتح فاوقفها عماد قائلا:روحي انتي يا أسماء وانا حافتح
فتح عماد الباب ليفاجأ بيمنى امامه في حالة يرثى لها…نطق قائلا بدهشة:يمنى

يمنى بوهن:ازيك يا عماد …تسمحلي ادخل?

عماد وهو يفسح لها الطريق:وهي دي عايزة سؤال…اتفضلي طبعا البيت بيتك…ثم نادى زوجته قائلا:تعالي يا أسماء سلمي على يمنى

جاءت وهي تقول في دهشة:معقول يمنى عندنا…ده إيه المفاجأةالحلوةدي!

احتضنت كل منهما الأخرى ثم اشارت أسماء لها بالجلوس فجلست وهي تقول:انا اسفة لو كنت ازعجتكوا وجيت من غير معاد

عماد:إيه اللي بتقوليه ده يا يمنى…البيت بيتك طبعا تيجي ف أي وقت…أخبارك إيه بقى وأخبار دكتور عمرو إيه ?

كان سؤاله إيذانا لدموعها أن تبدأ بالتساقط …اقتربت منها أسماء وربتت على كتفها قائلة:مالك يا حبيبتي?انتي متخانقة مع دكتور عمرو ولا حاجة?

علا صوت نحيبها وهي تجيبها قائلة:عمرو طلقني يا أسماء

عماد بذهول:طلقك ليه يا يمنى?هو إيه اللي حصل بالظبط?

قصت عليهما يمنى كل ما حدث بداية مما سمعته هي ومروة يوم ميلاد آدم إلى ان انتهت إلى ما حدث منذ ساعات بإستثناء الجزء الذي يخص عماد …كان يستمعان والذهول يسيطر على كليهما إلى ان انتهت فقالعماد:معقول مشيرة تبقى هيا اللي اتجوزها دكتور عمرو…إيه الصدفة العجيبة دي…سبحان الله انا من يوم ما جيت اسكن هنا وأنا مش مرتاح للست دي…بس ازاي دكتور عمرو يصدقها هيا ويكدبك انتي ?

اجابت يمنى مدافعة عنه:هو معذور برضه يا عماد…أنا مراته وهيا كمان مراته …والفيصل مابينا اللي شافه بعنيه

عماد:معقول لسه بتدافعي عنه حتى بعد اللي عمله…ازاي يصدق انك عايزة تموتي ابنه …هو لسه حيعرفك النهاردة ?عموما أنا عشان خاطرك حاروحله وافهمه على الحقيقة وأقوله ان مشيرة كانت جارتي وإني عارف عنها كل حاجة…ولازم يفهم أن اللي ف بطنها ده مش إبنه

أجابته يمنى قائلة بتوسل:لا يا عماد الله يخليك بلاش انت بالذات اللي تكلمه

نظر عماد وأسماء إلى بعضهما البعض في دهشة ثم مالبث ان قال:أمرك غريب يا يمنى…منين جايالي عشان اساعدك ومنين مش عايزاني اكلمه?

أسماء:اشمعنا بلاش عماد يا يمنى ?

اشاحت بوجهها بعيدا وهي تقول بتلعثم:اصل بصراحة يا عماد عمرو بيغير منك عشان يعني……

لم تستطع أن تكمل عبارتها ولكن عماد فهم ما تعنيه فقال بذهول:معقول يكون بيفكر كده…ثم إن ده موضوع فات عليه سنين وحاجة راحت لحالها خلاص…اقولك أنا حاروحلها هيا وأخليها غصب عنها تقوله على الحقيقة وإلا….

قاطعته يمنى قائلة برجاء:أبوس إيدك يا عماد…بلاش انت تتدخل ف الموضوع ده بأي شكل من الأشكال …تدخلك حيعقد المشكلة اكتر مش حيحلها…أنا اللي خلاني جيتلكوا اني حسيت أن كل الأبواب اتقفلت ف وشي وماعدش ليا غيركوا…ثم انت ما تعرفش هيا قالت إيه لعمرو

أسماء:قالتله إيه يا يمنى?ماتتكلمي يا حبيبتي وتفهمينا كل حاجة عشان نقدر نساعدك

اطرقت يمنى برأسها وقالت بخفوت:اصل مشيرة فهمته ان أنا وعماد على علاقة ببعض وإني كنت بأجيله هنا الشقة ف غيابك وانها شافتني وأنا خارجة من عندكوا وأنا ماقدرتش انكر اني جيت هنا قبل كده

أسماء:ليه هو دكتور عمرو ما كانش عارف انك جيتي هنا قبل كده?

يمنى:لأ أنا ما قلتلوش عشان كنت عارفة إنه حيرفض لو طلبت منه

نهض عماد من مكانه قائلا بإنفعال:أنا قلبي كان حاسس إنه هو اللي منعك عننا…ثم ضرب كفيه ببعضهما وقال وهو مازال على إنفعاله:وازاي الحقيرة دي كمان تجيلها الجرأة انها تقول كده?اسمعي يا يمنى…الموضوع كده مابقاش يخصك لوحدك ومدام هيا جابت سيرتي تبقى هيا اللي جابته لنفسها وأنا بقى مش حاسكت

علا صوت بكائها وهي تستجديه قائلة:عشان خاطري يا عماد …لو ليا خاطر عندك اديني بس فرصة إني أروحلها تاني واتكلم معاها وأحاول اقنعها انها تقول لعمرو على الحقيقة…ارجوك ماتخلينيش اندم إني جيت هنا

ضحك بإستهزاء قائلا:ضحكتيني …وانتي بقى متخيلة انها حتوافق تقوله على الحقيقة بالبساطة دي كده

يمنى:لا ما أنا حاهددها بانك حتقول لعمرو على الحقيقة وحتجيب شهود كمان من جيرانك ف العمارة يأكدوا كلامك…سيبني بس اعمل المحاولة الأخيرة دي يمكن تجيب نتيجة

أسماء برجاء:خلاص يا عماد عشان خاطري إديها فرصة تعمل المحاولة دى يمكن تنجح

عماد بدهشة:أنا مش فاهم انتي ليه بتحاولي ترخصي نفسك بالشكل ده يا يمنى…إذا كان هو صدق الكلام ده عليكي يبقى ما يستاهلكيش

يمنى:معلش يا عماد…حتى لو مش ناوية ارجعله لازم افهمه على الحقيقة الأول…دي عايزة تنسبله طفل مش إبنه

تنهد قائلا في ضيق:ماشي يا يمنى …بس تأكدي انك لو ماقدرتيش تقنعيها أنا اللي حاتصرف بنفسي…خديها دلوقتي يا أسماء عشان ترتاح ف اوضة آدم والصبح يحلها الحلال

***************************************

في اليوم التالي وقبل ذهابه إلى عمله اخبر عمرو مشيرة برغبة والدته في المكوث عندها لبعض الوقت …وافقت مشيرة على مضض…فطلب منها عمرو أن تقوم بتحضير حقيبتها على أن يذهب إلى الجامعة أولا ثم يعود ليقوم بتوصيلها إلى منزل والدته …وبعد مرور ساعتين من خروج عمرو كانت يمنى تقف اسفل البناية التي تقع بها شقة مشيرة…تصادف دخولها مع خروج حارس العقار الذي من إن رأها حتي قال في حدة:عايزة مين يا مدام?

يمنى:عايزة مدام مشيرة

رمقها بنظرة متفحصة قبل ان يجيبها قائلا:مش انتي اللي كنتي عندها إمبارح واتخانقتي معاها ودكتور عمرو طردك …جاية تكملي الخناقة النهاردة ولا إيه?

يمنى:أنا جاية النهاردة عشان اتأسفلها على اللي حصل إمبارح

البواب:إذا كان كده ماشي …انا رايح اجيبلها طلب من السوبرماركت وراجع علطول…اتفضلي اطلعيلها وانا حاحصلك

صعدت يمنى إلي شقة مشيرة وهمت أن تضع يدها على الجرس ولكنها وجدت الباب مفتوحا قليلا…طرقته عدة مرات وعندما لم تجد إستجابة دفعته ودلفت إلى الداخل بحذر شديد…وما إن خطت بضع خطوات حتى فوجئت بمشهد انخلع له قلبها…كانت مشيرة ملقاة على الأرض غارقة في دمائها وقد انغرس نصل سكين حاد أعلى صدرها…كادت أن تصرخ ولكنها كممت فمها بيدها بسرعة…وأخذ عقلها يعمل بسرعة اكبر محاولا الوصول إلى التصرف السليم في هذه الحالة…اقتربت منها قليلا لتتأكد انها قد فارقت الحياة بالفعل…شعرت أن الأرض تميد بها فماذا عساها أن تفعل لو عاد البواب الآن ليحضر ما طلبته مشيرة …فبالتأكيد سيتهمها بقتلها…لم تجد حلا سوى الهروب مسرعة من نفس الباب الذي دخلت منه…ولحسن حظها لم يعد البواب بعد…اشارت إلى أحد التاكسيات وأوقفته وركبت وهي تشعر أن قلبها يكاد يتوقف عن النبض …حتى وصلت إلى منزل عماد مرة أخرى وما إن فتحت أسماء لها الباب حتى ارتمت يمنى في أحضانها خائفة مذعورة وهي تبكي بهستيرية قائلة:أنا ماقتلتهاش يا أسماء والله العظيم ما قتلتها …أنا روحت لقيتها مقتولة

اجابتها أسماء قائلة بفزع:هيا مين دي يا يمنى اللي اتقتلت?

في هذه الأثناء دخل عماد ليجد يمنى على هذه الحالة من الذعر والخوف فقال بقلق:مالك يا يمنى?عملتي إيه عند مشيرة

يمنى:مشيرة اتقتلت يا عماد

ارتسمت معالم الذهول والصدمة علي وجهه وهو يجيبها قائلا:إيه اتقتلت!مين اللي عمل كده?

نُرشح لك هذه الرواية المميزة:  رواية مريم وجاسر وخالد (كاملة في مكان واحد) للقراءة و pdf بقلم نورهان لبيب

يمنى:مااعرفش…والله العظيم ما اعرف…انا روحت لقيتها مرمية على الأرض ومضروبة بسكينة وغرقانة ف دمها

حاول عماد تهدئتها قائلا:ممكن تهدي بس وتفهميني إيه اللي حصل

قصت عليه يمنى كل شئ منذ لحظة خروجها من منزله حتى عودتها إليه مرة أخرى

عماد:طيب إهدي بس عشان نعرف نفكر….قوليلي انتي لمستي أي حاجة جوه الشقة?

يمنى بتذكر:مافيش غير الباب لما زقيته ودخلت منه بس…عماد…ارجوك ما تتخلاش عني انا مابقاش ليا غيرك دلوقتي

عماد بضيق:إيه اللي بتقوليه ده بس يا يمنى…وحتى لوفيه حد انا برضه مش حاتخلى عنك وحافضل جنبك لحد تخرجي منها على خير إن شاءالله

*********************************

عاد عمرو من عمله متجها إلى منزله ليصطحب مشيرة إلى والدته…ولكنه ما أن اقترب من الباب حتى لاحظ وجود تجمع من الجيران أمام منزله ووجود عدد من رجال الشرطة …اندفع عمرو من بين الجموع إلى الداخل …ليجد ضابط الشرطة يقوم بإستجواب الحارس …حاول أحد العساكر منعه قائلا:ممنوع يا أستاذ…وجه الحارس حديثه للضابط قائلا:ده الدكتور عمرو صاحب الشقة وجوز القتيلة…ترددت كلمته الأخيرة في أذني عمرو دون أن يستوعب بعد ما يقصده.

الضابط:سيبه يا ابني…اتفضل يا دكتور عمرو

دخل عمرو قائلا:خير يا حضرة الظابط

الضابط:عم شعبان بواب العمارة اتصل بينا وبلغنا ان فيه جريمة قتل حصلت عنده ف العمارة …ولما وصلنا لقينا المدام بتاعة حضرتك مرمية على الأرض ومطعونة بسكين اعلي الصدر

حدق فيه عمرو بشدة غير مصدق لما قاله …ظل لفترة عاجزا عن الكلام إلا أن استطاع ان ينطق أخيرا قائلا:انتو بتقولوا إيه?مشيرة اتقتلت

توجه الضابط بالحديث إلى احد العساكر قائلا:اكشف وش القتيلة يا ابني…ليزيح العسكري الغطاء عنها

الضابط:مش هيا دي مدام مشيرة مراتك يا دكتور عمرو

نظر عمرو إلي الجثة المسجاة أمامه على الأرض غير مصدق ثم تهاوى إلى أقرب مقعد واضعا رأسه بين كفيه ودموعه تتساقط في صمت

الضابط:البقاء لله يا دكتور عمرو…شد حيلك…ممكن تهدى شوية عشان نقدر نسأل حضرتك شوية أسئلة بعد ما ننتهي من استجواب البواب

ثم توجه بالحديث إلى البواب قائلا:كمل يا ابني كنا بنقول فيه حد زارها النهاردة او طلع عندها ولا لأ

شعبان البواب:مافيش حد زارها يا بيه غير واحدة ست كانت جتلها إمبارح برضه وتقريبا اتخانقت معاها لإني شوفت دكتور عمرو لما جه طردها بره البيت وكانت نازلة وعمالة بتعيط…والنهاردة كنت رايح اشتري حاجة للست مشيرة من السوبرماركت ولقيتها طالعة وقالتلي انها جاية تتأسفلها على اللي حصل إمبارح وطلعت عندها وانا روحت السوبرماركت ولما طلعت اودي الحاجة للست مشيرة لقيتها مقتوله قعدت اصرخ والناس اتلمت زي ماحضرتك شايف واتصلنا بيكوا

وكأن صاعقة اصابته وهو يستمع لكلمات الحارس…شرد قليلا في كلمات والدته التي ظلت تترددعلي مسامعه”انت ليه مابلغتش البوليس عن السفاحة اللي كانت عايزة تقتل حفيدي”…لم يفق من شروده إلا على صوت الضابط الذي كان يحدثه قائلا:حضرتك تعرف الست دي يا دكتور عمرو?

جفف عمرو دموعه قائلا بإصرار:يا حضرة الظابط أنا بتهم طليقتي يمنى رفعت الصاوي بقتل مشيرة

الضابط:حضرتك متأكد من الكلام ده يا دكتور?

عمرو :ايوه متأكد

الضابط:طيب وطليقة حضرتك دي نلاقيها فين ?

عمرو:هيا ملهاش غير مكان واحد من اتنين…يا إما عند اخوها ف دمنهور وده مستبعد لأن فيه بينهم مشاكل على الميراث….يا إما عند خالها وده الإحتمال الأقرب

الضابط:طيب ممكن تدينا عنوان خالها ده…وتفهمنا الموضوع من الأول

********************************************

كان ثلاثتهم جالسين في حالة ترقب…إلا أن اعلن هاتف عماد الرنين فانتفضت يمنى من مكانها بذعر فقال مطمئنا إياها:ماتقلقيش يا يمنى ده بابا

فتح عماد الخط وظل يتحدث لوالده إلى ان انتهى فاغلق الخط والتفت إلى يمنى قائلا بأسى:يمنى انتي لازم تسلمي نفسك…البوليس بيدور عليكي وراحوا عند بابا سألوا عنك هناك وفتشوا البيت وعشان كده بابا كان بيكلمني

اجابته قائلة بفزع:اسلم نفسي ليه?أنا ماعملتش حاجة

عماد:ماهو عشان انتي ماعملتيش حاجة لازم تسلمي نفسك لحد مانقدر نثبت براءتك

يمنى بتوسل:ارجوك يا عماد عمرو لازم يعرف اللي حصلي …ولازم الأول يعرف الحقيقة

عماد بدهشة:معقول يا يمنى بعد كل ده ولسه بتجيبي سيرته برضه

يمنى:انا متأكدة انه مش حيتخلى عني لما يعرف بالمصيبة اللي انا واقعة فيها دي …انا متأكدة ان هو اللي حيدافع عني كمان ويثبت برائتي

صاح فيها عماد قائلا:يا يمنى فوقي بقى من اللي انتي فيه ده فوقي …عمرو هو اللي بلغ عنك………..

يتبع

حدقت فيه يمنى بذهول رافضة تصديق ما سمعته منذ دقائق …استطاعت اخيرا أن تتحدث قائلة:انت بتقول إيه يا عماد?

عماد:بقولك إن الظابط اللي مع القوة اللي راحت تقبض عليكي عند بابا قاله ان فيه بلاغ متقدم ضدك من دكتور عمرو الألفي بيتهمك فيه إنك قتلتي مراته …ها يا يمنى…لسه عايزة تفهميه الحقيقة ولسه متخيلة انه من الممكن انه يدافع عنك …ولا عرفتي اللي فيها وحتهدي عشان نفكر حنعمل إيه ونتصرف ازاي الخطوة الجاية ?

مسحت يمنى وجهها بكفيها وقالت محاولة التماسك:حاضر يا عماد…قولي إيه المطلوب مني بالظبط وأنا اعمله

عماد:انتي حتيجي معايا دلوقتي القسم عشان تسلمي نفسك وتحكي اللي حصل بالظبط…وبكرة إن شاءالله حتتعرضي على النيابة وأنا حاكلم أستاذ شوقي إنه يتولى القضية بنفسه وحاطلب منه إني اتابع معاكي التحقيقات…وحاحاول اجمع معلومات عن مشيرة يمكن اقدر أوصل لحاجة تساعدنا ف القضية …انا مش عايزك تخافي من حاجة يا يمنى انتي عمرك ما أذيتي حد وإن شاءالله ربنا حيظهر براءتك

يمنى بإمتنان:متشكرة اوي يا عماد…وجودك جنبي ده هو اللي معوض غياب يحيى …متتصورش انا كنت محتاجاه ازاي يكون جنبي

عماد:انا عايزك تعتبريني مكان يحيى لحد ما يرجع بالسلامة إن شاءالله…يلا يا يمنى مش عايزين نضيع وقت اكتر من كده

يمنى بإستسلام:حاضر يا عماد…اديني عشر دقايق بس اعمل تليفون وارجعلك عشان نمشي علطول

********************************************

كان مستلقيا على فراشه وقد شبك يديه خلف رأسه وجلس يفكر في حاله مع زوجته الذي لا يعلم له نهاية …لا يدري من أين أتت بكل تلك القسوة معه…عدة أشهر مرت على هذا الحال ولم يعد يطيق فراقها أكثر من ذلك …أكثر ما كان يضايقه أن زوجته تستغل حبه لها كنقطة ضعف تضغط عليه من خلالها …ولكنه مازال صامدا وثابتا على موقفه حتى الآن …وحتما ستكون الغلبة لصاحب النفس الأطول …أخرجه من شروده صوت هاتفه الذي اعلن عن مكالمة من أخر شخص يمكنه أن يتوقعه …ظل محدقا في الشاشة للحظات قبل أن يجيب قائلا:مين اللي بيتكلم?

بشفاه مرتعشة اجابت قائلة بتردد:أنا يمنى يا فؤاد

أجابها قائلا بتهكم:نعم …افندم…أي خدمة?

يمنى بتلعثم:فؤاد أنا محتجالك أوي…أنا ف مصيبة يا فؤاد وماليش حد غيرك يقف جنبي دلوقتي

ساوره شعور بالقلق عليها سرعان ما أخفاه قائلا:مصيبة إيه دي اللي انتي فيها…واشمعنا أنا اللي عايزاني أقف جنبك?

يمنى:أنا مابقاش ليا غيرك يا فؤاد…أنا كنت فاكراك حتبقى مكان بابا الله يرحمه

فؤادبتهكم: مابقاش ليكي غيري ليه …أمال البيه جوزك راح فين?

يمنى:عمرو طلقني يا فؤاد…ومش كده وبس ده متهمني إني قتلت مراته والبوليس بيدور عليا

فؤاد بإندهاش:مراته! ليه هو البيه اتجوز عليكي ولا إيه?

يمنى: ايوه اتجوز عشان يخلف لما العملية اللي أنا عملتها مانجحتش ….أنا كنت فاكراك عارف وإن صفاء قالتلك

فؤاد:ليه هيا صفاء كانت عارفة?

يمنى: أيوه هيا كانت بتكلمني علطول ف التليفون تسأل عليا وانا قولتلها

فؤاد:وانتي بقى افتكرتي دلوقتي ان ليكي أخ وعايزاه يساعدك…ما افتكرتيش أخوكي ده ليه وانتي بترفعي عليه قضية

يمنى برجاء:مالوش لزوم نتكلم ف اللي فات يا فؤاد…ولو عايز تتكلم فيه فأنا متأكدة كويس انك عارف مين اللي غلطان فينا…وإذا كان على القضية فأنا مستعدة اتنازل عنها …أنا لسه عندي أمل فيك يا فؤاد وعشان كده كلمتك.

نُرشح لك هذه الرواية المميزة:  رواية ابن رئيس المافيا كاملة (جميع فصول الرواية) للقراءة والتحميل pdf

فؤاد:مش ده البيه سبع الرجال اللي كنتي مستقوية عليا بيه…خليه ينفعك بقى …أنا أسف غلطتي ف العنوان
ثم أغلق الهاتف سريعا قبل أن يستمع إلى مزيد من التوسلات التي ستشعره حتما بمزيد من تأنيب الضمير الذي صار يلاحقه كثيرا في الأونة الأخيرة إلى جانب ذلك الكابوس المزعج الذي صار رفيق أحلامه وهو يرى والده يعنفه ويصرخ به قائلا:كده برضه يا فؤاد…هيا دي الأمانة اللي سيبتهالك
ترى بعد أن رفض مساعدة شقيقته بعد أن لجأت إليه كيف سيكون شكل كابوسه القادم

***************************************

بس يا ستي…هيا دي كل الحكاية من أول ما اتجوزت عمرو لحد ما وصلت لعندك هنا

تنهدت محاسن بقوة ثم قالت بجدية:يااااه…صحيح اللي يشوف بلاوي الناس تهون عليه بلوته

وانتي بقى بلوتك إيه…قصدي تهمتك إيه?

محاسن:الحال من بعضه…انا كمان جاية هنا ف جريمة قتل بس الفرق بيني وبينك ان أنا قتلت فعلا مش مظلومة زيك وقتلت اتنين مش واحد كمان

قطبت يمنى جبينها في دهشة قائلةغريبة…مايبانش عليكي يعني

زفرت محاسن قائلة بتأثر:مافيش حد بيتولد مجرم ولا نفسه يكون مجرم…هيا بس ظروف الواحد بيتحط فيها بتفرض علينا نعمل حاجات عمرنا ما كنا نتخيل اننا ممكن نعملها

يمنى:طيب انتي كمان مش حتحكيلي قتلتي مين?

محاسن:حاحكيلك اكيد بس مش دلوقتي

يمنى:خلاص براحتك…طيب مش حتقوليلي رأيك ف اللي سمعتيه

محاسن:طبعا انتي مستنية مني اقولك يا مظلومة يا مسكينة يا غلبانة يا اللي جوزك وحماتك سودوا عيشتك ووصلوكي لحد السجن ومش بعيد كمان يوصلوكي لحبل المشنقة

نظرت إليها يمني في إندهاش قبل أن تقول:مش فاهمة انتي تقصدي إيه?

محاسن:اقصد انك انتي اللي عملتي كده ف نفسك بنفسك…تقدري تقوليلي كان فين عقلك وانتي عمالة تتنازلي تتنازلي تتنازلي كده ورا بعضه!وقال إيه بتحبيه …طيب هو ليه ما اتنازلش ولا مرة عشان خاطرك مع إن المفروض ان هو كمان بيحبك…بس بيحبك ازاي وهو ماعملش حاجة تأكد الحب ده ?خلاكي تتنازلي عن حلمك وطموحك وعشان إيه?عشان حضرته بيغير…وحبه ده ما منعهوش يسمع كلام أمه ويتجوز عليكي …لأ وكمان البعيد ماعندوش دم جاي يحتفل معاكي بالحمل…تصدقي أنا فرحانة فيه هو والعقربة أمه ونفسي أشوف شكلهم لما الجثة تتشرح ويعرفوا انها كانت حامل من بدري حيعملوا إيه…بقولك إيه انتي يادوب تلحقي تناميلك ساعتين تلاتة قبل ما يرحلوكي على النيابة بكرة الصبح عشان تبقي فايقة وانتي ف النيابة

يمنى:تعرفي ان معاكي حق فعلا…بس أنا برضه حاستناكي تحكيلي …واضح كده اننا حنبقى أصحاب بما إننا مطوليين مع بعض وكده يعني

محاسن:طيب يلا قومي وارتاحي وماتفكريش ف حاجة.

وبالفعل استسلمت يمنى لسلطان النوم إستعدادا ليوم حافل بالمفاجأت غدا في النيابة

**********************************************

أما عن عماد…فبعد أن ذهب مع يمنى إلى قسم الشرطة لتقوم بتسليم نفسها قام بمهاتفة يحيى وإخباره بما كان من أمر شقيقته رغم تأكيدات يمنى …ولكن عماد رأى أن ذلك من الأفضل بعد رفض فؤاد مساعدتها …قرر بعدها أن يتجه إلى مكتب عمرو في الفترة المسائية والذي كان عمرو موجودا به بالفعل ولكنه لم يأت لممارسة عمله…فقط أراد أن يختلي بنفسه حتى يعيد التفكير في كل ما كان …رغم انه لم يعد يستطيع التفكير في سواها…ترى هل ظلمها حقا وتسرع بإتهامه لها …لكن كيف ذلك وكل ما حوله ينطق بأنها الفاعلة…قطع شروده صوت طرقات على الباب …دخلت السكرتيرة تخبره بقدوم احدهم يطلب مقابلته…ولكنه لم ينتظر أن تسمح له بالدخول إذ اقتحم المكتب فجأة وهي تحدث عمرو ودخل قائلا بحدة:ماتخافش يا دكتور انا مش حأخد من وقتك كتير

أشار عمرو للسكرتيرة بالإنصراف…ثم قال بإنفعال:وليك عين تيجي هنا كمان

اجابه ساخرا:مش عين واحدة دول اتنين…واوعى تكون فاكرني جاي هنا عشان اشرحلك أو ادافع عن نفسي أو عن يمنى لأننا اصلا مش متهمين…أنا جاي أقولك كلمة واحدة بس …اللي يبيع الماس بالتراب يستاهل اللي يجراله…ثم ألقى بأحد الأوراق على المكتب أمام عمرو قائلا قبل أن ينصرف:الورقة دي فيها عنوان العمارة اللي انا ساكن فيها …تقدر تروح هناك وتسأل أي حد من سكان العمارة أو حتى أسأل البواب تعرف إيه عن مشيرة عبد الحميد وانت حتسمع العجب ده غير اللي هما ما يعرفهوش…عن اذنك يا دكتور

***********************************

في الصباح كانت يمنى في طريقها للنيابة تصحبها دعوات محاسن وينتظرها عماد امام مبنى النيابة …في نفس الوقت الذي كان فيه عمرو يقف اسفل البناية التي اعطاه عماد عنوانها موجها حديثه للحارس:لو سمحت والله كان فيه واحدة ساكنة ف العمارة هنا اسمها مشيرة عبد الحميد

اجابه قائلا بتأفف:وهيا دي تتنسي برضه يا بيه…دي الحمد لله غمة وانزاحت…عقبال ماتبيع الشقة خالص ونخلص منها علطول

اعتلت الدهشة ملامح وجهه وهو يقول:هيا لسه ما باعتش الشقة

البواب:لأ يا بيه…هيا سابتها وعزلت لكن مابعتهاش

عمرو:هيا للدرجةدى كانت ست وحشة عشان تقول عليها كده?

البواب:وحشة!وحشة دي كلمة قليلة اوي علي اللي كانت فيه…الله يكرمك يا بيه انا عندي ولايا ومش عايز اجيب ف سيرة حد

عمرو:حتى لو قلتلك ان فيه واحد صاحبي عايز يتجوزها وطلب مني اجمعله معلومات عنها

البواب:وده مين اللي أمه داعية عليه ده يا بيه?انا كل اللي اقدر اقوله انها كانت ست مشيها بطال والعياذ بالله…والباقي حضرتك افهمه بقى لوحدك

شعر أن كلمات الحارس كسكاكين تطعنه في قلبه بلا هوادة فاستأذن قائلا:متشكر اوي …عن اذنك

************************************

وقف عماد بصحبة يمنى أمام مكتب وكيل النائب العام منتظرين الإذن لهما بالدخول وعندما جاء دورها دخلا معا ليلقي عماد السلام على ذلك القابع خلف مكتبه وعينه على اوراق القضية وما إن رفع رأسه ناظرا إليهما حتى صاح عماد قائلا في دهشة ممزوجة بالفرح:مين مش معقول!ياسين الشناوي…بتعمل إيه هنا يا ابني?

اجابه قائلا بإبتسامة:باعمل إيه هنا…ده مكتبي يا ابني انت…بالحضن يا عمدة

احتضنه عماد قائلا:واحشني يا حبيبي والله…بس إيه ده يا ابني…وكيل نيابة مرة واحدة…أيوه يا عم يا بخت من كان سيادة المستشار ابوه

اجابه قائلا بإعتراض:لا عندك بقى…انا طول عمري طالب مجتهد وكل سنة كنت باطلع التاني على الدفعة ماكانش فيه حد بيسبقني غير…..ثم حول بصره بإتجاه يمنى واردف قائلا-:يمنى وبس

ابتسمت يمنى بمرارة وشعرت بغصة في حلقها …فلم تكن تتخيل أن يأتي ذلك اليوم وتقف أمام اكبر منافسيها في الجامعة وقد صار وكيلا للنائب العام فيما اصبحت هي مجرمة تنتظر العقاب

ابتسم لها ياسين قائلا بود :ازيك يا يمني …اخبارك إيه?

يمنى بأسى:الحمد لله اخباري زي ما انت شايف كده

ياسين:معلش شدة وتزول إن شاءالله…انا لما قريت الملف وشوفت اسمك ماكنتش مصدق نفسي بصراحة …لكن براءتك دي أنا متأكد منها…واتمنى اني أقدر اساعدك عشان تثبتيها

يمنى بإمتنان: متشكرة اوي يا ياسين…ولا اقولك يا سيادة الوكيل

ياسين:انتي تقولي اللي انت عايزاه يا يمنى…ثم شعر بالحرج فاردف قائلا:انا عايزك تحكيلي الأول بصفة ودية قبل ما نبتدي التحقيق إيه اللي حصل بالظبط…وتأكدي اني مصدق كل كلمة حتحكيها

وبالفعل بدأت يمنى في سرد كافة الوقائع لياسين الذي كان يستمع إليها في إهتمام شديد إلا أن قطع حديثهما صوت طرقات على الباب ليدخل أحد العساكر حاملا في يده ورقة اعطاها لياسين قائلا: تمام يا فندم…صاحب الكارت ده بره وبيستأذن عشان يدخل لحضرتك

نظر ياسين إلى الكارت بإندهاش ثم أذن لصاحبه بالدخول ليدخل أخر شخص تريد يمنى رؤيته …قال وهو يمد يده مصافحا ياسين:عمرو أنور الألفي المحامي…حاضر مع المتهمة يمنى رفعت الصاوي

ياسين مرحبا:غني عن التعريف يا دكتور…انا يشرفني ان حضرتك كنت أستاذي…اتفضل حضرتك استريح

عمرو :متشكر اوي

هبت يمنى من مكانها واقفة وقالت في حدة:وأنا ماطلبتش إن حد يدافع عني…………..

يتبع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top