رواية تغريد وبدر وميسرة (جميع فصول الرواية) للقراءة والتحميل pdf بقلم ملك عبدالرحمن

رواية تغريد وبدر وميسرة الفصل الثاني

معايا شوية حاجات
استشاط غضبه أكثر هادرا بها أنا منبه عليك مليون مرة مش عايز آجي ألاقيها فالبيت
بكت تغريد بشدة لردة فعله القاسية بدر انهاردة عيد جوازنا
صك أسنانه بغيظ روحي احتفلي بيه معاها.. خليها تنفعك بقا .. أنهى حديثه بنظرة محتقنة ثم اتجه نحو غرفته صافقا الباب في وجهها بعنف.. تاركا إياها تبكي بحرقة.. وكعادته ي. أي أمل بداخلها لتستميل قلبه إليها.. دموعها تجري فوق وجنتيها كالسيل.. وصدرها يضيق مثل شوارع بها ذكريات تائهة.. روحها وقلبها في حرب سيخرجا منها قتيلين والضحية كرامتها المجروحة.. لم تجد مكان يتسع لها في تلك الشقة الواسعة سوى غرفة أطفالها فنامت بجوار صغيرتها تنتحب بمرارة علقت بجوفها ..لا تعلم ماذا اقترفت لينقلب عليها بهذا الشكل .. ولم العجب! ..و منذ متى وجدت تفسيرا منطقيا لتصرفاته.. عشر سنوات تموت ببطأ من عش قها بجواره وهو كالصنم .. لا يشعر ..لا يتحدث.. وتلك أيضا بحساب وروتين يناسب رغباته وكأنه يضع مشاعره وكلما ته داخل قطارة يعطيها منها كيفما يشاء ووقتما يشاء.
حاولت تغريد تجاوز ماحدث رغم أنه ترك بروحها أثرا غائرا لم تستطع محوه بينما هو تعامل وكأن شيئا لم يكن .. لم يكلف نفسه عناء الإعتذار أو المعاتبة برفق ومرت الأيام بروتينها الخانق المعتاد.. لاحظت ميسرة تجنب صديقتها لها.. بل أصبحت تتجاهل معظم اتصالاتها وتتهرب من مقابلتها أو التعامل معها لكنها لم تظهر ضيقا ودفنت حزنها لما تؤول إليه الأمور في نفسها وأعطتها أعذارا كثيرة ومبررات أكثر.. وبعد مرور شهر انشغلت تغريد بالتحضير لزفاف شقيقتها الصغرى واستأذنت من زوجها لتمكث في منزل عائلتها قبل الفرح بأسبوع نظرا لضيق الوقت وبالفعل لم يمانع والحقيقة أنه لم يمانع أبدا ..ويرحب بزياراتها لذويها التي قد تمتد لأيام مع الإحتفاظ بندرة مرافقتها.. وأثناء استكمال استعداداتها وتحديدا يوم الزفاف إكتشفت أنها نسيت حذاء ابنتها .. اتصلت به مرارا وتكرارا لكنه لم يرد فاضطرت للذهاب بنفسها.. لا تعلم أن هذا المشوار سيقلب حياتها رأسا على عقب..وفي تلك اللحظة قتلت مرتين.. انسحبت بهدوء للخارج وجلست تنتظر لعلها تجد تفسيرا لهذا الكابوس المفزع وعينيها تنزف دما على هيئة دموع..
خرجت ميسرة ووقفت تغريد قبالتها وابتسامة مذبوحة تشوه ملامحها البريئة تسألها بصوت مهزوز مش ده القميص اللي اشتريناه سوا يا ميسرة .. ابتلعت ريقها بصعوبة ولم ترد بينما تابعت هي ببكاء حلو ولا يق عليك بدر عنده حق يضعف .. وضعت ميسرة كفيها فوق فمها تكتم شهقاتها قائلة انت فاهمة غلط بدر جوزي
ضحكت تغريد من وسط بكائها هاتبرري إيه بس
حركت ميسرة رأسها بعدم اتزان قائلة احنا ماعملناش حاجة حرام.. بدر جوزي على سنة الله و رسوله
استمرت تغريد في الضحك تسألها بوجع هو ده فتى أحلامك ياميسرة.. مالقيتيش إلا هو تتجوزيه .. استجمعت ميسرة قوتها وهتفت بكل جرأة على زوجها .. خرج بدر من الغرفة وهو يقول فيه إيه ياحبيبتي .. بترت كلما ته عندما انتبه لوجود تغريد.. جحظت مقلتيه حتى كادت أن تخرج من محجريهما قائلا بصدمة تغريد!
ردت عليه بنشيج مرير قصدك المغفلة .. صمتت لثواني ثم قالت تستاهل يابدر.. حلوة يعني.. سدت اللي ماعرفتش أسده
شعر بدر بالدنيا تنهار أمام عينيه وقبل أن يتحدث صرخت به بكل مايحمل قلبها من ألم قصرت معاك فإيه عشان تتجوزها.. كس رتني بيها ليه
أمسك ذراعها برفق يحاول مواساتها لكنها جذبته من بين يديه قائلة بضعف أنا كنت متشعلقة فيك زي العيلة الصغيرة..انت أوحش حلو كان فيا.. ياخسارة .. يا ألف خسارة
تخصرت ميسرة تقول بغل بقولك ايه ماحصلش حاجة للأفلام دي كلها عجبته واتجوزني عادي يعني
نظرت تغريد إليها باحتقار قائلة مش لاقية كلام أعمل بيه لواحدة زيك سعر .. همت أن ترد عليها إهانتها لكنها لم تعط لها فرصة قائلة وهي تمسح دموعها إخرسي واشبعي بيه مايستاهلش نتخانق عليه.. ماكنش عدل ومال .. هو مايل أصلا وكويس إن قلة الأصل طلعت منه عشان يبقى فيه سبب منطقي للطلاق
تحدث بدر قائلا بنزعة رجولية طلاق ايه.. أنا مش هاطلقك
ضحكت تغريد قائلة بسخرية انت اهبل يا بدر!
هدر بها عاليا تغريد!..لمي لسانك
تعالت ضحكاتها قائلة خلي عندك دم وما تعليش صوتك .. توقفت عن الضحك تقاوم البكاء أمامهما ثم قالت بلاش كلام مالهوش لازمة أنا مش هعيش مع ضره .. أنهت حديثها بابتسامة موجوعة وغادرت متخذة القرار بعدم العودة لذلك المنزل الذي شهد ذبحها على يد أقرب الأقربين.. لا تعلم كيف وصلت لبيت أهلها.. ارتمت بين ذراعي والدتها تنتحب بمرارة منتظرة أن تطيب ندوب روحها وعلى عكس المتوقع خاب أملها في ذويها.. أمها أسكتتها قسرا كي لا تفسد فرحة شقيقتها بالزواج وبعد انتهاء الفرح تفاجئت بردود أفعال خذلتها حرفيا .. الجميع يطالبونها بتقبل الوضع.. في الأخير بدر لم يرتكب ذنب.. وماذا فيها إن تزوج بأخرى.. التعدد مشروع لمن يريد الاستعصام بالحلال عن الفتن.. لكن هل طبق شروطه الصحيحة.. لا أحد يفهم.. كلهم يؤولون شرع الله ويفسرونه حسب أهوائهم.. ووجدت المسكينة نفسها تطحن بين القيل والقال.. ولم يكترث شخص واحد لجرحها النازف بل وصل بهم الحال لإجبارها على العودة إلى منزلها متعللين بكل الحجج الممكنة والغير ممكنة
وآخرها أنهم لن يقبلوا بها مطلقة بعدما زوجوها هي وشقيقتها وتخلصوا من مسئوليتهما .. لم تجد تغريد مفر من مغادرة تلك اللعنة المسماة بالأهل وبالتأكيد لن تعود لجحيم بدر ولو على ج ثتها.. أخذت طفليها وسارت بلا هدى إلى أن وصلت لبيت حماها

نُرشح لك هذه الرواية المميزة:  رواية جريمة الجزار (جميع فصول الرواية) للقراءة والتحميل pdf - محمود الامين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top