رواية ابن رئيس المافيا كاملة (جميع فصول الرواية) للقراءة والتحميل pdf

رواية ابن رئيس المافيا الفصل الثاني

في الخارج كان دومينيك واقفا كتمثال من حجر لكنه تمثال يتداعى من الداخل.
كان يصغي لصمت لم يسمعه منذ ولادة طفله صمت الراحة.
بعد خمس عشرة دقيقة خرجت سارة وهي تحمله نائما كأنها تحمل قطعة منه أعيد إليها نبض الحياة. حين رآهما شعر دومينيك أن رئتيه امتلأتا هواء للمرة الأولى منذ شهور.
اقترب وقال بصوت متردد لا يشبهه
هل هو بخير
ابتسمت بلطف.
بخير شبع وهدأ.
وعندما مدت يديها لتسليمه أمسك دومينيك بمعصمها بلطف غريب عليه بلطف يشبه الامتنان.
اسمك.
سارة.
كرر اسمها ببطء كأنه يوقع عهدا قديما
أدين لك بدين.
ارتبكت.
لا لا أدينني بشيء.
اقترب قليلا وقال بنبرة انخفضت كأنها اعتراف محظور
في عالمي الديون تتحول إلى مصائر.
ارتجف قلبها.
ثم أعطاها بطاقة واحدة.
عشاء. عندما نهبط.
كان يجب أن ترفض. لكن حين لمست أصابعه أطراف أصابعها تفجرت شرارة خافتة حقيقية صادقة.
همست بتردد
عشاء فقط.
ابتسم ابتسامة بطيئة ابتسامة رجل لا يعتاد الابتسام.
في الوقت الحالي.
لم تعرف سارة أن تلك الخطوة الصغيرة ستفتح أبواب عالم كامل. بعد يومين كانت سيارة سوداء فاخرة تنتظرها أمام مبنى سكنها المتواضع. ومعها حارس صامت لا يبتسم ولا يعلق. ومعهما طريق إلى قصر أشبه بحصن.
داخل الحضانة كان دومينيك واقفا عاجزا كأب لا يعرف كيف يهدئ ابنه.
كان صوت ماركو هذه المرة أضعف لكن أكثر ألما.
قال بصوت يتحطم
يرفض كل شيء. الأطباء يتحدثون عن أنبوب تغذية. لن أسمح له بأن يتألم. أرجوك يا سارة ساعديه.
كاد عقلها يصرخ بها هذا ليس عالمك ارحلي!
لكن بكاء الطفل سحق خوفها دفعة واحدة.
قالت بهدوء وكأنها تتحدث إلى حزنها لا إليه
سأساعده لأسبوع.
أومأ دومينيك بقوة.
سأكتب عقدا. ستكونين آمنة هنا.
وحين هدأ الطفل فور ملامستها له تمتم دومينيك بصوت خافت
في العائلات القديمة من ترضع طفل الدون تصبح امرأة مقدسة.
ابتلعت ريقها.
وماذا يعني مقدسة
نظر إليها نظرة لا تحمل لعبا ولا مجازا.
يعني أنك تحت حمايتي وأن العالم سيراك لي.
ارتعشت.
لكنها بقيت.
تحول الأسبوع الذي وعدت به سارة إلى عالم آخر داخل أسوار القصر. لم يكن القصر مكانا للترف كما توقعت بل أصبح خلال أيام أربعة مسكنا غريبا للسلام.
كان ماركو يستعيد عافيته كلما التصق بصدرها وكلما هدأت أنفاسه بعد كل رضعة كانت نبضات الخوف في قلبها تخف شيئا فشيئا.
في كل مرة تحمله كان دومينيك يقف قريبا لا يتدخل ولا يتكلم فقط يراقب بصمت متعب صمت رجل يرى الحياة تعود إلى ولده أمام عينيه ولا يملك أن يصف شعوره. كان ينظر إليهما كأن كل لحظة رضعة معجزة جديدة ظهرت في بيته.
وفي الليلة الرابعة بعدما نام ماركو نوما عميقا للمرة الأولى منذ مدة جلست سارة على الأريكة الصغيرة في غرفة الحضانة. بقي دومينيك واقفا عند الباب وبدا كأنه يفكر طويلا قبل أن يقول بصوت منخفض
لقد أنقذته.
هزت رأسها وهي تنظر إلى الطفل.
أنا فقط أطعمته.
اقترب خطوة وصوته ينكسر في منتصفه
أعطيته السلام وأعطيتني أنا أيضا شيئا لم أعرفه منذ زمن.
رفعت عينيها إليه وشعرت بأن المسافة بينهما رغم رهبة عالمه تقلصت
فجأة.
دومينيك همست

نُرشح لك هذه الرواية المميزة:  رواية زوجي العزيز عفوا لست قاتلة (جميع فصول الرواية) للقراءة والتحميل pdf

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top